تبنى تنظيم "داعش" اليوم الثلثاء (16 يونيو / حزيران 2015) هجوما داميا استهدف فجر الاثنين عناصر من الحرس الوطني (الدرك) التونسي في منطقة سيدي بوزيد (وسط غرب) واسفر عن مقتل ثلاثة دركيين واصابة 12 شخصا بينهم ثمانية مدنيين.
وهي المرة الثانية التي يتبنى فيها هذا التنظيم عمليات في تونس منذ اعلان مسؤوليته عن هجوم دام استهدف في 18 مارس/آذار الماضي متحف باردو الشهير وأسفر عن مقتل 22 شخصا هم 21 سائحا اجنبيا ورجل امن تونسي.
واعلن التنظيم المتطرف في بيان على تويتر ان مقاتلين من "جند الخلافة" قاما "بالهجوم على مركزين عسكريين في مدينة بوزيد باسلحتهما الخفيفة" ما اسفر عن "قتل واصابة عشرين عنصرا من الجيش والحرس المرتد وعملائهم".
وأضاف "بين القتلى رئيس أحد المركزين وهو ضابط برتبة ملازم اول، اضافة لثلاثة آخرين بينهم رقيب وعريف".
وكان تنظيم الدولة الاسلامية تبنى الهجوم الدامي على متحف باردو رغم ان السلطات التونسية نسبته الى كتيبة عقبة بن نافع.
وفي الخامس من ديسمبر/كانون الاول 2014 اعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة بتونس" مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم.
وحينها، قال متحدث باسم المجموعة في تسجيل صوتي نشر على يوتيوب "نحن جند الخلافة بتونس الحبيبة، نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم" البغدادي.
وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها الاعلان عن مجموعة بهذا الاسم في تونس.
والاثنين، اعلنت وزارة الداخلية مقتل ثلاثة من عناصر الحرس الوطني و"إرهابي" خلال تبادل لإطلاق النار في سيدي بوزيد (وسط غرب) بين قوات الأمن ومسلحين قالت انهما ينتميان الى الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وكان الحرس الوطني يمتلك معلومات حول هجوم "ارهابي" محتمل في منطقة سيدي بوزيد، واراد نصب كمين لمسلحين قدما من جبل السلوم بولاية القصرين المجاورة (وسط غرب)، بحسب وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة ان "ارهابيين اثنين يتنقلان على دراجة نارية" أطلقا النار و"قتبلة يدوية" على دورية للحرس الوطني في مدينة بئر الحفي في ولاية سيدي بوزيد ما ادى الى مقتل نقيب وملازم اول، واصابة عنصرين من الدرك "بشظايا".
وأضافت ان المسلحين توجها، إثر ذلك، على متن سيارة مسروقة الى مدينة "سيدي علي بن عون" وفتحا النار على مركز الحرس الوطني وقتلا دركيا برتبة عريف اول كان امام المركز، كما أطلقا النار "بكثافة" على طائرة عسكرية وصلت لاستكشاف المنطقة.
وتابعت ان قوات خاصة من الامن والجيش تدخلت وقتلت "الارهابي" خالد بن الكامل الذيبي وقبضت على محمود غنيمي بعد اصابته بجروح "خطرة" في تبادل اطلاق النار وضبطت "بندقيتي كلاشنيكوف واربعة مخازن ذخيرة، وهاتفا جوالا".
واوضحت ان الذيبي والغنيمي من تونس وأن الاخير "تبحث عنه وحدات مكافحة الإرهاب".
وقال مصدر طبي بمستشفى سيدي بوزيد لمراسل فرانس برس ان تبادل اطلاق النار بين قوات الامن والمسلحين اسفرت عن اصابة 12 شخصا هم ثلاثة دركيين وجندي واحد وثمانية مواطنين أحدهم حالته "خطيرة".
وبعد ساعات على الحادث، اعلنت وزارة الداخلية مقتل عنصر من الحرس الوطني واصابة اربعة آخرين خلال مواجهات عصر الاثنين مع "ارهابيين" في ولاية جندوبة (شمال غرب) على الحدود مع الجزائر.
ومنذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف مجموعات جهادية مسلحة، خططت، بحسب وزارة الداخلية، لتحويل تونس الى "أول امارة اسلامية في شمال افريقيا".
وخلال السنوات الاربع الماضية، قتل أكثر من 80 من عناصر الامن والجيش في هجمات نسبت السلطات غالبتها الى "كتيبة عقبة نافع" في اشارة الى القائد المسلم الذي فتح تونس.
وتتحصن الكتيبة في جبال وعرة بولايات القصرين (وسط غرب) وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر.
وفي 28 آذار/مارس الماضي، قتلت الشرطة في كمين بمنطقة جبلية في ولاية قفصة (وسط غرب) تسعة من ابرز قياديي الكتيبة، بينهم زعيمها الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان ابو صخر.
ويقاتل اليوم نحو 3 آلاف تونسي مع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق وليبيا بحسب السلطات التونسية ومراكز ابحاث غربية.