أوصى منتدى (الأساليب المبتكرة في مجال الاعاقة الذهنية والتوحد) الذي أقيم مؤخراً في مركز الأميرة الجوهرة بالمنامة، ضمن سلسلة المنتديات العلمية التي تقيمها كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي احتفالاً بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيس الجامعة، أوصى بإنشاء مراكز خليجية متخصصة في كل محافظة لتأهيل وتدريب ذوي الإعاقة الذهنية، وذوي اضطراب طيف التوحد. وتكثيف كافة الجهود الوطنية لتغيير الصورة النمطية تجاه ذوي الإعاقة بما يكفل دمجهم إدماجا كلياً في المجتمع وتأهيلهم بما يكفل ان يكونوا عنصراً أساسيا في تنمية المجتمع.
وقالت مديرة المنتدى مريم الشيرواي منسقة برنامج الإعاقة الذهنية في كلية الدراسات العليا، إن المنتدى أقيم بهدف عرض الاستراتيجيات الحديثة في مجال تأهيل وتدريب ذوي الإعاقة الذهنية وذوي اضطراب التوحد.
وفي بداية المنتدى قدم أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود أحمد التميمي لمحة تاريخية حول تشخيص الاعاقة الذهنية، إذ قال إن تشخيص الاعاقة الذهنية مر بالعديد من السجال حول السبب في الاعاقة الذهنية، وفي السنوات الخمسة عشر الاخيرة تم التوجه الى العودة للاصول والقواعد، حيث ينطلق الكشف الاولي من ولي الامر ثم المعلم، وحالياً يتم اتباع حزمة من المقاييس الرسمية وغير الرسمية، تتراوح بين ملاحظة الاطفال، ومقابلة اولياء الامور، واجراء امتحانات المقاييس.
ونوه التميمي إلى ان تصنيفات الاعاقة الذهنية شهدت تحولاً من تصنيف الاعاقة وفقاً لمستويات، اعاقة خفيفية الى متوسطة فشديدة، إلى منحى آخر هو ما هو وضع الطفل وما هي الاحتياجات التي ينبغي توفيرها للطفل لتحسين حالته.
من جانبه، قال استاذ الطب النفسي المشارك بجامعة الخليج العربي أحمد الأنصاري انه لا يوجد فحص جاهز ومباشر لتشخيص التوحد، بل هناك عدة جلسات تشخيصية تقام عبر فريق من الاطباء والاخصائيين لتشخيص الحالة.
وقال ان المنطقة تشهد بعكس الولايات المتحدة الامريكية حالات مركبة من المرض تجمع بين الاعاقة الذهنية والتوحد، فيما تبين الدراسات ان اغلب الحالات المصابة باضطراب التوحد في الولايات المتحدة الامريكية لا تعاني من إعاقة ذهنية.
وتناول الانصاري الدليل الامريكي لتشخيص اضطراب التوحد، مبيناً انه الدليل قنن الاعراض المرتبطة بالتوحد الى 6 اعراض، فيما تم استثناء اعراض اخرى مرتبطة بامراض نفسية او عضوية لا علاقة لها بالتوحد.
وقال قبل 5 سنوات عملنا على اصدار بروتوكول عربي لتشخيص التوحد، يحدد الادوات والفترة الزمنية اللازمة للتشخيص، وقمنا بتعميم هذا البروتوكول على العديد من الدول من اجل نشر الوعي وتعميم اسلوب علمي للتشخيص، كما نسعى من خلال جولاتنا التوعوية لتدريب مجموعة من الكوادر المؤهلة للتشخيص حيث نعاني من نقص في هذا الجانب.
وتناول أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي سعد الخميسي إلى الإسهامات العلمية لبرنامج التوحد في جامعة الخليج العربي.
وقال ترجمنا مجموعة من المقياس العالمية للتواصل، كمقياس دان للمعالجة الحسية، ومقياس خاص بالتفاعل الاجتماعي مقنن للأطفال التوحديين في دول الخليج العربي، وندرس الآن نظرية العقل الساكن المرتبطة باضطراب التوحد، وهو ما يشير الى ان جهود جامعة الخليج العربي تواكب الإسهامات العالمية في تشخيص وعلاج اضطراب التوحد.
وأكدت أستاذ التربية الخاصة بجامعة قطر أسماء العطية على ان المنظور التنموي يسعى لان يكون المخرج النهائي تطوير مهارات الطفل بقدر ما تسمح به قدراته العقلية بالقدر الذي يسمح له بالاعتماد على نفسه قدر المستطاع.
وقالت علينا كسر الصورة النمطية التي تنظر الى ذوي الاعاقة الذهنية نظرة مرتبطة بالشفقة، وترويج النماذج المنتجة من هذه الفئة الذي تم تاهيلها في المراكز التأهيلية لتكون جزءاً فاعلاً في المجتمع.
وشددت أستاذ التربية الخاصة المساعد بجامعة الملك سعود ريم رصيص على ان كون الشخص لديه اعاقة عقلية لا يعني انه عاجز عن تطوير قدراته الاكاديمية والمهارية، وهناك نماذج على دمج ذوي الاعاقة مع الاطفال العاديين مع تقديم بعض التعديلات المنهجية التي تتكيف مع احتياجاتهم، والبعض منهم وصل إلى الجامعات أو إلتحق بالوظائف.
وتطرقت رصيص للخدمات الانتقالية والتي قالت إنها مجموعة من الانشطة تتم باتساق معين تهدف الى تطوير مهارات ذوي الاعاقة وظيفياً واكاديمياً واجتماعياً وتشمل تدريبهم على مهارات الحياة، و مهارات الحصول على وظيفة، مع التاكيد ان هذه الخدمات تراعي نقاط القوة والاحتياج وميول عند ذوي الاعاقة. وتتلخص اهداف المرحلة الانتقالية في تأهيل ذوي الاعاقة الذهنية للحصول على وظيفة، الحياة بشكل مستقل، والحصول على تعليم بعد المرحلة الثانوية. على ان تراعي هذه الاهداف الفروقات الفردية لكل حالة من حالات ذوي الاعاقة الذين تم تأهيلهم.