وصل المنتخب الأرجنتيني إلى تشيلي وسط توقعات واضحة بحصد لقب بطولة كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا) على أمل إنهاء فترة عدم الحصول على ألقاب بطولات كبرى والتي طاردت المنتخب الأرجنتيني منذ العام 1993.
ودخل المنتخب الأرجنتيني، وصيف بطل كأس العالم الأخيرة، البطولة بنجوم الصف الأول، في مقدمتهم ليونيل ميسي، الذي وصل لقمة مستواه والذي حصد مع فريقه برشلونة على الثلاثية (دوري أبطال أوروبا والدوري الاسباني وكأس الملك).
ومع ذلك، أصبحت ثقتهم وطموحاتهم محل تساؤل وخصوصا بعد أدائهم في مباراتهم الأولى أمام باراغواي السبت.
وتقدم منتخب الأرجنتين بهدفين نظيفين في الشوط الأول الذي أظهر أن المنتخب الأرجنتيني يواجه منافسا أضعف منه. ولكنهم تسابقوا على إضاعة الفرص، وسمحوا لباراغواي بإحراز هدف أعاد لهم الأمل في العودة للمباراة، والذي أدى في النهاية إلى انتهاء المباراة بالتعادل المخيب للمنتخب الأرجنتيني 2/2.
وهناك مشاعر عامة أنه لا يجب اعتزال جيل يضم كلا من: ميسي وسيرخيو أجويرو وكارلوس تيفيز وخافير ماسكيرانو، بالإضافة لآخرين إلا بعد حصد لقب بطولة كبرى للمنتخب الأرجنتيني. ومع ذلك فإن الفوز بلقب كوبا أميركا يحتاج لأداء أفضل من الذي ظهر به المنتخب الأرجنتيني في مواجهة باراغواي.
وشعر مدرب منتخب الأرجنتين جيراردو مارتينو بالقلق بعد أن أهدر فريقه تقدمه بهدفين ليتعادل 2/2 مع باراغواي، وبدت الأرجنتين مقبلة على الفوز بعد أن أحرز لها لاعباها سيرجيو اغويرو وليونيل ميسي هدفين في الشوط الأول لكن باراغواي قاتلت ونجحت في إدراك التعادل في النصف الثاني.
وقال المدرب مارتينو بعد المباراة: «قلقي الأكبر هو التناقض في أداء الفريق. من الواضح أننا بحاجة إلى السيطرة بصورة كاملة على المباريات التي نخوضها».
وسيطرت الأرجنتين على اللعب في بداية المباراة وبلغت نسبة استحواذها على الكرة 75 في المئة في الشوط الأول كما سددت 7 مرات على المرمى المنافس من دون رد. لكن الفريق المنافس انتفض في الشوط الثاني وهز الشباك مرتين من خلال نلسون فالديز ولوكاس باريوس. وقال مارتينو: «سيطرنا على اللعب طوال 50 دقيقة وكان من الممكن أن نضيف مزيدا من الأهداف». وأضاف مارتينو قوله: «لكن بعد ذلك تراجعت ثقتنا بأنفسنا وتراجعنا إلى نصف ملعبنا ولم نتمكن من الاستمرار في الضغط كما كان الحال في الشوط الأول».
وقد يكون مارتينو ارتكب خطأ تكتيكيا بإشراك المهاجمين غونزالو هيغواين وكارلوس تيفيز في ربع الساعة الأخير بدلا من تعزيز خط الوسط والتحكم بالمجريات للحفاظ على التقدم.
واعترف حارس مرمى الأرجنتين سيرجيو روميرو بان أداء فريقه تراجع في المراحل الأخيرة من المباراة.
وقال روميرو: «لكن هكذا يكون اللعب في أميركا الجنوبية. لا أحد يتنازل لك عن شيء بلا مقابل. وكنا نعرف أن باراغواي ستقاتل ولن تستسلم».
في المقابل، احتفل المدير الفني لمنتخب باراغواي رامون دياز بالتعادل الصعب مع نظيره الأرجنتيني.
وقال دياز: «في الشوط الأول تفوق المنتخب الأرجنتيني بشكل كبير، ولكن عمدنا بعد ذلك إلى تغيير طريقة اللعب مما أهلنا لادراك التعادل في الشوط الثاني على رغم أن الخصم سنحت له عدة فرص لزيادة رصيده من الأهداف». وأضاف «إنني سعيد للغاية بالأداء في الشوط الثاني، لكن مستوانا في الشوط الأول يدعو إلى القلق».
وأشار «علينا أن نواصل التقدم، النتيجة كانت مهمة من أجل الجانب النفسي للاعبين، لأنه من الصعب تحويل تأخرك بهدفين إلى التعادل». وأكد «لقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء، وهذه الأمور علينا تصحيحها في المستقبل».
وتابع دياز «الأرجنتين لعبت بشكل رائع، تعاملوا بشكل جيد مع الكرة خاصة عن طريق ميسي، في الشوط الأول لم يعطوا لنا أي فرصة للتقدم أو للعب، إنه أحد أفضل الفرق في العالم». وقال: «اللاعبون تحرروا من الضغوط في الشوط الثاني، لقد أظهروا شخصيتهم الحقيقية على أرض الملعب ويستحقون كل الإشادة».
العدد 4664 - الأحد 14 يونيو 2015م الموافق 27 شعبان 1436هـ