أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 2,7 مليار دولار على الحملة العسكرية التي تشنها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – (داعش)، وذلك منذ أن بدأت ضرباتها الجوية ضد أهداف للتنظيم المتطرف في شهر (أغسطس / آب الماضي)، فيما تبلغ كلفة الحرب في اليوم الواحد الآن أكثر من تسعة ملايين دولار، بحسب ما أعلن البنتاغون قبل عدة أيام.
ويأتي كشف البنتاغون عن هذه الأرقام في الوقت الذي رفض فيه الكونغرس تشريعاً يهدف إلى منع أَيّ إنفاق على العمليات الحربية، قبل تمرير قرار جديد حول تفويض الحرب.
وزارة الدفاع الأميركية أصدرت للمرة الأولى تقريراً تفصيليّاً – بحسب وكالة «الاسوشيتدبرس»- بتكلفة حربها ضد «داعش»، مشيرة فيه إلى أن ثلثي هذا الإنفاق، أي أكثر من 1,8 مليار دولار، خصصت للقوات الجوية، أما الباقي فتبلغ كلفته خمسة ملايين دولار في اليوم.
مثل هذه الأرقام التي أنفقت في الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، تكشف أيضاً الواقع المرير عن أن هذه الحملة العسكرية قد تطول، وأن الحرب لن تنتهي بتحالف دولي واحد. وهو ما يعني أنَّ المشهد الحالي يعكس تزايد الأحداث في المنطقة وخصوصا في العراق وسورية وامتداد هذا الإرهاب إلى مناطق وبلدان أخرى.
وهنا نتساءل: هل أثر هذا الإنفاق الضخم في اجتثاث هذا التنظيم؟ أسئلة كثيرة تدور حول كيف يمكن القضاء على «داعش» التي مازالت تنشر سموم أفكارها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأيضا عبر كتب توزع بالمجان هنا وهناك مثل المكتبات، وأيضا أماكن دور العبادة المختلفة. وهو ما يؤدي إلى بثّ ونشر ثقافة الكراهية ضد أي مكون داخل المجتمع، وأيضاً يدفع بالشباب إلى التجنيد نحو أفكار تحوله إلى أداة قتل تستخدم لإرهاب الدول، وتركيع الشعوب نحو مفاهيم تؤسس للرجعية وتقضي على حس التسامح والإنسانية داخل الفرد.
واليوم الغرب يدافع بالقول: إن «داعش» ليست صناعة غربية؛ لأنه أيضاً عاش الإرهاب وكان ضحيته، ولذلك فإن ظهور «داعش» هو نتيجة للفشل السياسي في المنطقة العربية، وللغياب الحقيقي لوجود حكومة تمثل كل الأطياف داخل المجتمع الواحد. لذلك فإنَّ هناك حلقة مفرغة بين التطرف والإرهاب والقمع، ولا يمكن السيطرة على الإرهاب بالقمع؛ لأنه لابد أن يكون هناك طريق ثالث بين التطرف من جهة والاستبداد والفساد من جهة أخرى.
فمن البلدان التي كان فيها التطرف والاستبداد، العراق، والآن اليمن.
مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كانت صرحت بأن «القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية لن يتم، إلا إذا تمت معالجة الأسباب الرئيسية وراء وجوده في سورية والعراق».
موغيريني، التي كانت تتحدث أثناء تسلمها جائزة العام من معهد الدراسات السياسية الدولية في روما الشهر الماضي، أشارت إلى أن الرد العسكري على مسلحي التنظيم ضروري، لكنه ليس الحل الوحيد، موضحة أنه «سيكون من الممكن التغلب على ‹داعش› لو يصبح العراق صلباً وديمقراطيّاً، ويتم دمج جميع مكوناته»، و«إذا تمكنت سورية من انتهاج طريق التحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية».
من دون شك، هناك توق ورغبة لدى شعوب المنطقة في إيجاد مجتمعات تتمتع بالحرية والكرامة، وبالحكم الرشيد، وهناك قناعة لدى الشعوب من أجل الإصلاح والتغيير، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا بتوافر الشروط الأساسية للحوكمة، وهي الكرامة ممثلة بحرية الإنسان على كل الأصعدة، الفكرية والعقدية والسياسية، وضمان حقوق الإنسان الأساسية. ولذلك فإن السبب الرئيسي لوجود التطرف في البلاد العربية، وخصوصاً في سورية والعراق، هو البيئة الحاضنة للإرهاب والفكر المأزوم، بالإضافة إلى الأنظمة الممولة لها، والتي تزودها كل يوم بالأسلحة وتشحنها ببطارية الكراهية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4664 - الأحد 14 يونيو 2015م الموافق 27 شعبان 1436هـ
ابوهيثم
ظهور داعش طرف ثالث حتى لاتنتي الحرب ..
رد على زائر3
لاتخلط بين حزب الله وايران المؤمنين والمسلمين الذين يخافون الله مع الدواعش الكفرة سفاكين الدماء وانت مؤيد اليهم واتركوا عنك الاحقاد الى الشيعة اللهم انصر حزب الله على الكفار الدواعش يارب العالمين
اختى ريم
انه الشيطان الاكبر امريكا وحلفائها كانو من زمان اخططون دمار الدول العربيه واستطاعو ان يبثوا الحرب بين الطوائف لانه العرب كل من جه واقص عليهم لانه تركو دين الله واتجهو مع هواهم وهادى هى النتيجه ادمرة الاوطان وحله فيها الخراب ببركة الوهابيه الي دمرو الاسلام وقامو اقتلون المسلمين باسم الاسلام ولن يصلح البلدان العربيه اله بضهور المهدى عليه السلام اللهم عجل فرجه الشريف
الفكر المتطرف
لمحاربة أفكار داعش والقاعدة وأي تطرف لابد من محاربة منبع هذا الفكر سواء كانت كتب أو تعليم أو منابر أو خطب أو حتى حكومات تبث هذا الفكر .ولابد من المكلفة للعالم بهؤلاء .والمواجهة تاني بشتى الطرق وأهمها النقاش الحكيم
سيدتي مقالك جميل
مقال جميل والحديث فيه يطول.شكرا لك
داعش ليس اسماً واحداً
من يكفر غيره و يستحل دمه فهو الداعشي. لنقضي أولا على الروايات التي تكفر المخالف و تستحل دمه من كتب الشيعة و السنة و الشيوعيين و الليبراليين
صج ما تفهم
من متى تهجم الليبرالي أو الشيوعي بالكتب على الشيعة أو غيرهم ؟؟
السرطانات التي زرعته امريكا وايران في الجسم العربي
داعش وحزب الله لن يتم اجتثاثهم الا بيد أبناء هذه الأمة المخلصين المنتمين لها اي للأمة العربية وليس لأي انتماءات اخرى ماورائية تحث على العيش في زمن العصر الحجري
امريكا اسقطت حكومة صدام في 3 اسابيع
لو ارادت ان تسقط داعش معها الحكومتين السورية والعراقية لفعلت وبكل سهولة ، ولو انها سمحت للحشد الشعبي في الدولتين لتمكنا باسقاطهما لكن مجرد ان يتقرب الحشد الشعبي لهما ضربته بالطيران ولا تنكر ذلك بل تتعلل انه بالغلط وغير مقصود ، في الايام القليلة الماضية سمحت لداعش بالانتقال من سوريا الى العراق بعدتهم وعديدهم عبر الصحراء 17 كيلومتر على مسمع ومنظر ، لكن السياسة نجاسة والمصالح مطالح ، ويكرر السياسيون دائما وابدا اننا ليس لدينا علاقات انما لدينا مصالح .
متاكدة
اذا كانت سوريا و العراق حاضنه .. فمن الولادة ؟ يبدو ان حتى الدول الاوروبيه تخاف ان تعترف بالحقيقه خوفا على مصالحها