افتتح وزير الطاقة عبدالحسين علي ميرزا صباح اليوم الأحد (14 يونيو / حزيران 2015) للمنتدى السنوي "كيف تكون قائداً ملهماً" الذي يقام في فندق روتانا أمواج بتنظيم من قبل مجموعة أورجين.
وقد افتتح وزير الطاقة المنتدى بكلمة وتقديم عرضاً حول القيادة وأسس نجاحها .. وقال سعادته بأن القيادة التحويلية مرتبطة ارتباطاً كبيراً بالقائد الذي ينفذ السياسات والخطط التي تسعى إلى التطوير والتحديث بكل دقة واحترافية، مشيراً إلى أن هناك دراسة خلصت إلى أن القائد المتميز يجب أن يمتلك عدة صفات رئيسية والتي من أهمها: الرؤية وبعد النظر، والقدرة على اتخاذ إجراءات سريعة وقرارات شجاعة، فضلاً عن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وكذلك امتلاك موهبة التعامل مع المسائل بطريقة تلبي الطموحات وتريح الموظفين من أجل إنجاح وتطوير المؤسسة وذلك نظراً لكون القوى العاملة عنصراً مهماً في العملية الإنتاجية، فضلاً عن القدرة العالية والآفاق الواسعة في مجال التدريب واحتضان المواهب، وكذلك استثمار الوقت في تطوير الذات وزيادة المعرفة أي أن الجمود لا يخدم التطور ومواكبة آخر التطورات في جميع المجالات.
كما أشار الوزير إلى القيادة التحويلية والتواصل الفعال وأسراره وطرق تطبيقه في الحياة العملية والاجتماعية، إضافة إلى الكاريزما والنفوذ الأمثل للقيادة التحويلية موضحاً بأن القائد الملهم يجب أن يتحلى بقوة الشخصية والكاريزما التي تؤهله وتساعد على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون تردد وأن يتحلى بالثقة بالنفس.
كما تطرق الوزير في عرضه إلى قدرة القيادي في التواصل مع الآخرين من أجل تعزيز علاقات العمل التي تربط القيادي الناجح في مكان عمله مع مرؤسيه والتابعين له وأصحاب العلاقة، محدداً المواصفات التي يجب أن يتحلى بها القيادي الماهر والتي تتمثل في النزاهة والعدالة وأن يكون لديه أهداف واضحة وأن يعمل مع المجموعة التي يرتبط معها كفريق واحد من أجل تحقيق الأهداف المرسومة والمخطط لها، وأن يسعى دائماً وبصورة مستمرة إلى تطوير وتشجيع الآخرين،وتحقيق المصلحة المشتركة التي تصب في مصلحة العمل وتطوره وتحقيق رضا جميع أطراف العملية الإنتاجية.
كما ذكر الوزير أمثلة للقادة التاريخيين .. فبعض من هذه القيادات التاريخية العالمية قد تركوا بصمات واضحة وفيها مميزات وإيجابيات كثيرة استفاد منها الكثير وكانت جيدة للبشرية، ولكن في المقابل هناك بعض من القادة أساءوا استخدام سلطاتهم القيادية ولم يقدموا شيئاً للمجتمعات ولا للبشرية بل أن سلبياتهم كانت كبيرة جداً ولم تخدم المؤسسة ولا المجتمع ولا البشرية. لذلك فإن القادة الناجحين والمؤثرين يجب أن يتركوا بصمات إيجابية وأن يتركوا تراثاً فريداً يستفيد منه القادة الجدد من أجل مستقبل أفضل تعود فيه المنافع للجميع.
كما بين أهمية الإعلام الاجتماعي وأثره ودوره في التواصل بين أفراد المجتمع حيث أن ظهور الانترنت وأدوات التواصل الاجتماعي قد ساهم وعزز دور الإعلام وأصبحت وسائل الإعلام الاجتماعي الطريقة المفضلة لدى الكثير من الناس في عملية التواصل والتفاعل مع الأخبار الاجتماعية التي تهم أفراد المجتمعات خاصة وأن الجيل الحاضر من الشباب يعتمد اعتماداً كلياً على أدوات التواصل في المعرفة ومتابعة المستجدات.
وفي الختام أكد وزير الطاقة بأن مثل هذه المنتديات لها مردود إيجابي على القوى العاملة وعلى القادة الإداريين. وإن من ضمن سياسة الهيئة الوطنية للنفط والغاز في رفع كفاءة العنصر البشري فإنها تسعى دائماً وحسب خططها المستقبلية في إرسال موظفيها للمشاركة في عدة دورات وملتقيات متخصصة للنهوض بالعملية الإدارية وإكساب المسؤولين والقياديين المنافع الإدارية وأسس القيادة الحديثة من أجل النهوض وتطوير العمل وتمكين القيادات الوطنية الشابة من شغل المناصب الإدارية في الهيئة والقطاع النفطي.
كما تقدم الوزير بالشكر والتقدير لرئيس مجموعة أورجين أحمد البناء ولكل من أسهم بجهده وإمكانياته في تنظيم وترتيب عقد هذه الفعالية، والشكر موصول إلى الخبيرة العالمية سارة ميشيل التي حرصت على تواجدها في مملكة البحرين من أجل المشاركة والتحدث في هذا المنتدى.
وبعد كلمة الوزير وحسب برنامج المنتدى فقد تحدث في المنتدى الخبيرة الأمريكية المتحدث الرئيس وهي متخصصة في القيادة الفعالة والتواصل وتقوية العلاقات على المستوى الوظيفي أو الفردي سارة ميشيل ، حيث تم التركيز على التواصل الفعال كأسلوب جديد لتقوية علاقات القائد وطرق تواصله مع أفراد فريقه أو تقوية الموظف لعلاقاته مع مرؤوسيه، زملائه وعملائه وغيرهم. وفي الحلقة النقاشية التي أقيمت على هامش المنتدى فقد شارك فيها عدد من الخبراء والمتحدثين في مجال القيادة من أصحاب الخبرات في المجال الإداري من مملكة البحرين ومن دول أخرى.
وقد احتوى البرنامج على 5 جلسات، الجلسة الأولى حول القيادة التحويلية "التواصل الفعال – أسرار وطرق تطبيقه. والجلسة الثانية حول خلق نفوذ ودور فعال للمرأة في مكان العمل "القيادة الفعالة"، أنماط التواصل والتفاعل الأربعة، معوقات التواصل مع الآخرين. أما الجلسة الثالثة فقد تناولت القيادة التحويلية – الكاريزما والنفوذ الأمثل. وفيما يخص الجلسة الرابعة – حلقة نقاش فإنها تدور حول أفضل الممارسات العالمية والمحلية في القيادة التحويلية، أما الجلسة الخامسة فقد تناولت الثقة بالنفس – مهارات الثقة بالنفس .
وقد شارك في هذا المنتدى عدد من الرؤساء والمدراء التنفيذيين وعدد كبير من المهتمين من القطاعين العام والخاص ومجموعة كبير من الإعلاميين والمتخصصين في مجال القيادة، حيث بلغ عدد المشاركين في هذا المنتدى أكثر من 250 مشاركاً من عدة دول.