طالب عضو مجلس الشورى خليل الذوادي، باستخدام ما وصفه بـ «إعلام الصدمة» لإبراز خطابات الكراهية، والتي تدعو لبغض فئة من المجتمع، وتصفها بصفات مختلفة، مشيراً إلى أن «إعلام الصدمة» يؤثر في المجتمع، ويخلق أفراداً مساهمين في القضاء على هذا النوع من الخطابات.

وأكد الذوادي، وهو الرئيس التنفيذي الأسبق لهيئة شئون الإعلام، ضرورة محاربة خطابات الكراهية «بكل جرأة»، معتبراً أنها «غريبة على المجتمع البحريني»، الذي عاش أبناؤه متحابين ومتآلفين في المراحل الدراسية المختلفة وفي الوظائف، فضلاً عن العيش في مناطق واحدة.

وحذر الذوادي، في كلمة ألقاها في فعالية «دور الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان» التي أقامتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، يوم أمس الأحد (27 أبريل/ نيسان 2014)، بفندق الريجنسي، حذر من الإساءة لأي شخص لأنها إساءة للمجتمع، وخصوصاً مع ترابط المجتمع البحريني، وتربط الأطراف علاقات قرابة وجيرة وزمالة، على حد قوله. ورأى أن «خطاب الكراهية سينعكس على المجتمع سلباً، ونحن لا نتكلم عن الأجيال الحالية، وإنما نتكلم عن أجيال مقبلة، وشباب هم في مقاعد الدراسة اليوم صغار، ومن المحزن أن نسمع هذا الخطاب، ومن المحزن أن نسمع عن وجود خلافات بينهم بسبب أن هذا سين وذاك شين».

واعتبر أن خصوصية المجتمع البحريني «انتهكت» كما تنتهك خصوصيات دول كثيرة، قائلاً في بداية كلمته: «ولدت في الحد إلا أنني انتقلت إلى الجسرة والبديع، والجميع يعرفون علاقة هذه القرى بمن جاورها في المدارس والمجتمع، وهناك أرى وجوهاً لأشخاص زاملتهم على مقاعد الدراسة، وآخرين في مجال العمل، وآخرين أعرفهم من خلال مهنهم».

وأضاف «عندما كنا في مدرسة البديع الابتدائية للبنين، كانت تضم طلبة من سار والبديع، والجسرة والجنبية والمرخ، وكنا نعيش على مقاعد الدراسة، والمدرسون أتوا من مصر وسورية ولبنان، وآخرون من الدراز والبديع وبني جمرة».

وأردف الذوادي قائلاً: «نحن لم نتعود في خطاباتنا أن نواجه بعضنا بأسلوب بعيد عن الروح التي اعتدنا عليها...، وصحيح حدثت مهاترات بين الصحافيين والمسئولين، ولكن لم نشهد تلفظاً يجرح المشاعر أو يسيء الأدب، لأن مستوى الرقي الذي كان عليه أهل البحرين والإعلاميون منهم لم يكن بالمستوى الموجود حالياً».

وتابع «وجدنا أقلاماً تخرج عمّا ألفناه وما اعتدنا عليه. وأستغرب في مجتمعنا أن تكون هذه الصيغة موجودة (سنة وشيعة)، ولم نكن نعرف هذه الصيغة سابقاً، نحن مجتمع وجدت فيه المساجد والمآتم والكنائس، وعدد الكنائس في البحرين لا تضاهيها دولة أخرى، وكذلك المآتم، في حين إن دولاً قد لا تقام فيها صلاة للسنة...».

وتحدث عن الأشخاص الذين يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن «مفردة تغريدة لا أعرف معناها ولا من أين أتت، وهذه أصبحت كالغربان، ويجب أن نغير مفهوم التغريدات».