العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ

مجلس النواب والتحديات

عبدعلي التناك comments [at] alwasatnews.com

-

ظن البعض أن الوصول إلى مجلس النواب والجلوس تحت قبة البرلمان نزهة ووجاهة، وحصول على مكاسب مادية وأشياء أخرى من الامتيازات، ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك، إن حصول أي فرد على أصوات الناخبين من المواطنين، والتي تمكنه من العضوية، هو بمثابة أمانة كبرى وضعها المواطنون في عنق هذا النائب أو ذاك، لأنه سيتحمل مسئولية الوطن والمواطنين، وكذلك مستقبل الأجيال المقبلة.

والآن وقد ناقش النواب مسألة الموازنة، وبعد المداولة توصل أحد الأعضاء إلى حقيقة مختلفة عن التي قدمتها الحكومة من حيث الأرقام، فقد صرح أحد الأعضاء بأن هناك فرقا كبيرا بين ما قدم إلى المجلس من أرقام وبين ما تحصل عليه الحكومة من خلال الاتفاق المبرم بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى الاختلاف بين مدخول النفط الحقيقي وبين الرقم المقدم إلى المجلس، فماذا سيفعل الأعضاء الآن؟ هل سنشاهد منهم تلك التشنجات والعنتريات التي شاهدناها وسمعناها أثناء حدوث بعض الأمور في دولة من دول الجوار، وكأن تلك الدولة لا يوجد فيها شعب، وأن هذا الشعب لا توجد لديه قيادات سياسية ودينية يرجع إليها في أموره الحساسة والمصيرية.

إن الشعب الآن في انتظار ماذا سيفعل الأعضاء وماذا سيقولون، هل ستمرر هذه القضية، كما مررت قضية التأمينات والتقاعد، ويناقشون قضية النقاب وقيادة السيارة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

إن القضية حساسة جدا تتعلق بمصير الأجيال، لأن الاقتصاد هو العمود الفقري لكل تطور، والمال هو السلاح الذي بواسطته يمكن حل قضايا كثيرة كالإسكان وتوسعة الشوارع، وتوفير الخدمات المختلفة من صحية وتعليمية وبلدية، وتشجير ومتنزهات وأمور أخرى، فضلا عن إقامة المشروعات الاستثمارية التي توفر فرص العمل للشباب العاطلين.

اليوم سيتبين مدى صمود أعضاء المجلس، فالمسئولية التي على عاتقهم كبيرة جدا، إذ مصير الناس معلق حول رقابهم والأيام ستكشف لنا كل شيء، ولكن الواضح في الأفق أن هذا المجلس لا يمكنه الصمود أمام مثل هذه المعضلة، لأن أعضاءه غير متفقين في الفكر والهدف، إذ أخذوا بتشكيل تكتلات متناقضة ينظر فيها العضو في هذا التكتل إلى العضو في المجموعة الأخرى نظرة العداء ونسوا أن الشعب أعطاهم الأمانة والوكالة للدفاع عن حقوقه واستردادها. فمجلس لا يستطيع أن يقرر مكافأة سنوية للموظفين لا يمكنه أن يصمد أمام هذه المعضلات، فستمرر القضية كما مررت غيرها، ويفكر المواطنون في اختيار أعضاء لهم القدرة على انتخابات 2006م، والله يكون في عون المواطن المحتاج

العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً