غريبة تلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف لصحيفة ألمانية بشان رغبة إيران الشديدة في الحصول على قنبلة ذرية، قائلا إنها تسعى لذلك على رغم أنها لا تملك حدودا مع "إسرائيل"! وطبعا أصيبت إيران المعنية بهذا القول الغريب من رئيس دولة إسلامية كانت هي الأخرى تملك برنامجا نوويا بالدهشة، فقد قالت أمس إنها تنتظر تفسيرات من الرئيس مشرف بشأن ما نشرته صحيفة "در شبيغل" نقلا عنه بان طهران "ترغب بشدة في الحصول على القنبلة الذرية".
وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا اصفي عن دهشة بلاده قائلا أمام الصحافيين "نأمل أن يقول الباكستانيون ان هذه التصريحات تم تشويهها". وأضاف "اشك فعلا في أن يكون الرئيس مشرف أدلى بهذا الكلام لأنه يعرف جيدا ان إيران لا ترغب في الحصول على القنبلة الذرية".
وحتى صدور نفي أو تبرير من إسلام آباد يوضح ملابسات هذا التصريح نقول إن مشرف بدا وكأنه يرثي حاله وحال ما آل إليه البرنامج النووي لباكستان التي تملك حدودا مع بلد نووي يقيم علاقات استراتيجية مع حليفته أميركا التي حرمته من خلق توازن عسكري مع جارته الهند، في حين راح هو يبطش بعلماء بلاده النوويين ويلطخ سمعتهم جراء ما قدموه من جهد لصالح وطنهم.
بل الأدهى والأمر أن مشرف لم يقف عند حد هذه التصريحات الهجومية ضد إيران البلد المسلم، بل أرسل أجهزة طرد مركزي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدتهم في التأكد من التفسيرات التي أعطاها الإيرانيون عن مصدر التلوث باليورانيوم المخصب الذي تم العثور عليه في إيران.
لماذا البكاء على ما فات؟ والى متى يصير مشرف أداة في يد الجبروت الأميركي؟ وهل يريد بعد أن افقد بلاده كل شيء حتى قرارها أن يصير مصير كل من يرغب في امتلاك القوة والعزة مشابه لمصيره؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ