شبع المؤذنون من انتظار كادر يضمن لهم لقمة العيش، ويؤمن لهم مجهول المستقبل الذي ينتظر عائلاتهم وأسرهم، ولما حان الوقت ولاحت في الأفق بوادر الأمل وأعلنت الحكومة عن كادر جديد لهم استبشر أولئك المواطنون خيرا، وبدت على وجوههم بسمة الأمل في ضمان لقمة العيش، وحياة الاستقرار.

عندما أعلن مجلس الوزراء موافقته على استحداث كادر المؤذنين وإقرار أربعة ملايين دينار لهذا الكادر الذي من المفترض تطبيقه مع بداية العام 2005 بحسب القرار، ذهبت الموازنة إلى مجلس النواب حتى يصادق عليها بعد إبداء الملاحظات، وانتهى المؤذنون من انتظار الكادر ليبدأوا مرحلة انتظار أخرى وهي مرحلة انتظار إقرار الموازنة.

لست هنا في صدد المطالبة بإقرار الموازنة بسلبياتها من أجل تطبيق كادر المؤذنين أبدا، فالتدقيق في الموازنة أمر في غاية الأهمية والخطورة، إلا أن المبلغ المرصود لكادر المؤذنين لم يتحفظ النواب عليه، وأكدوا أنه سيقر مع إقرار الموازنة، إذا لماذا لا تقوم وزارة الشئون الإسلامية باتخاذ الإجراءات اللازمة المتعلقة بتثبيت المؤذنين ونقلهم من العقود المؤقتة إلى العقود الدائمة، حتى يطمئن المؤذنون، وحتى لا يدخلوا مرحلة انتظار ثالثة "اسمها إجراءات التوظيف" وتضيع السنتان الماليتان، ولا يزال المؤذنون يتنقلون من محطة انتظار إلى أخرى.

تعب المؤذنون من الطائفتين من مراجعة إدارتي الأوقاف الجعفرية والسنية للاستفسار عن هذا الموضوع، وللمطالبة بترسيتهم على بر الأمان، إلا أنهم لم يتلقوا جوابا شافيا من الجهتين، وكأن المؤذنين في مراجعتهم لذوي الاختصاص يؤذنون في خرابة، لا أحد فيها يصغي إلى ما يقولون، وما يشتكون