في ضوء ما يقوم به وزير شئون البلديات اليوم من فتح نافذة على السياحة العائلية "النظيفة" بافتتاحه حديقة عين قصاري، يتجدد أمل الكثيرين في احتواء أزمات الضغط المرتفع لدى العوائل التي تعاني ضنك الأوضاع المادية المتردية.

البحريني اليوم، أصبح يطمح في أن يجد متنفسا يهرب إليه كلما ضاقت به الأرض بما رحبت من خير وفير يرتع فيه "الآخرون". فبقدر ما ينبغي علينا أن نعيش حال طوارئ من أجل التغيير لابد لنا بالمقابل أن نجر بين فينة وأخرى نفسا عميقا يقوينا على مواصلة المسير. لا يمكننا وصف حاجة الناس إلى الاسترخاء أحيانا بأنها ميل إلى اليأس، لأنها كثيرا ما تكون دافعا للاستمرار.

هذه المنافذ "المتواضعة" التي تفتحونها بإنشاء أو "ترقيع" الحدائق العامة هنا أو هناك، على رغم عدم احتوائها على ما تتميز به أبسط الحدائق العامة في الخليج، وهو ما يطمح إليه الناس، فإنها تكاد تسد رمق رغبة أطفالنا الجامحة للتنفيه والتسلية على الأقل، ولكن لا تستكثروا على متوسطي وضعيفي الحال في المجتمع البحريني هذه "الفزعة" التطويرية، وابحثوا لهم عما يخفف عنهم نوبات السكري والضغط المستشرية كالطاعون.

بالأمس لم يكن هؤلاء يهتمون كثيرا بوجود الحدائق والمتنزهات لأنهم يعيشون وسط النخيل وسحر الطبيعة الخلاب، وإذا لم يكفهم ذلك لجأوا إلى جمال البحر الذي يحوطهم من كل حدب وصوب. لكن، اليوم، قطعت النخيل ووئدت الطبيعة واستملكت البحار... فإلى أين يلجأون؟