ألجأتهن قساوة الفقر وشظف العيش إلى هذه المهنة "بخسة الرواتب"، غالبيتهن لم يسعفهن العوز الأسري لمواصلة الدراسة على رغم طموحاتهن التي تفوق بعض نظيراتهن الميسورات. صبرن وتحملن النظرات الدونية والأعباء المرهقة من أجل اللقمة، ولكن...

في ظروف غامضة شبيهة بأفلام الخيال بدأت تتساقط تلك المصانع التي آوتهن من الضياع، مصنع تلو الآخر... لتغلق أبوابها وسط ذهول وحيرة المئات من الصانعات اللاتي بتن في مغامرة مع المصير المجهول. قلة الخبرة وضعف الحال أضاعا عليهن الكثير من حقوق العمل. غير أنهن أدركن الخطر المحدق بعد أن "وقع الفأس في الرأس" ورحن يبحثن عمن يكشف لهن خيوط "المأساة"، بينما تفاجأن بأن لا جدار يسندن ظهورهن إليه.

هذه قصة صانعات الملابس "البحرينيات". قصة يصد عنها غالبية المسئولين والجمعيات الحقوقية وخصوصا النسوية منها، في الوقت الذي تصر فيه على تبني ودعم قضايا المرأة و"اللعلعة" بالمطالبة بحقوقها في كل محفل وإن كانت أقل شأنا وأهمية من ضياع حقوق هؤلاء النسوة اللاتي يراد لهن ان يرجعن الى بيوتهن بـ "خفي حنين" خائبات.

"لايت ستايل" آخر المصانع التي دخلت في معركة استجداء حامية الوطيس من أجل الإبقاء على أبوابه مفتحة في وجه مئتي عاملة، كما قال رئيسه، لكنه انتهى إلى الإغلاق أيضا. غير أن هناك أوراقا أخرى تكشف عنها بعض العاملات في السر خوفا من مصيبة أخرى، ربما سترفع بعض الغموض لاحقا