عندما تطلع على تاريخ الأمم المتقدمة حاليا، تلاحظ أنها وقفت تحت أنظمة قمعية، عاملت شعوبها بشتى أنواع الظلم والتعسف، ولكن نضال تلك الشعوب وكفاحها أوصلها في النهاية لتحقيق أهدافها، وما تلاحظه اليوم من رخاء وازدهار عند تلك الأمم ما هو إلا نتيجة لنضالها، فقامت تلك الأمم الراقية بتشكيل البرلمانات الوطنية، لأنها هي الضمانة القوية، لايصال الحقوق إلى أصحابها، وهي المكان الصحيح لمناقشة مصير الوطن والمواطنين، لأن الأعضاء في هذه البرلمانات يعملون لخدمة مرشحيهم من المواطنين، فلا تسمع في جلسات هذه البرلمانات، أية مناقشة تجلب الضرر إلى الوطن والمواطنين، بل هي في خدمتهم والمدافع عن حقوقهم والضامن لوصولهم إلى بر الامان، أما عندنا نحن في البحرين فإننا نسمع بين فترة وأخرى أصواتا نشازا ومقترحات عجيبة وغريبة تهدف إلى تفرقة الشعب بدل توحيده، فتعمل على زرع الحزازات بين فئات الشعب، فإذا نظرنا مثلا إلى مقترحات أحد النواب هذه الأيام التي وصف فيها فئة كبيرة من شعب البحرين بالإرهاب، إذ اعتبر حوادث التسعينات أعمالا إرهابية، ولابد من محاسبة المسجونين ومعاقبتهم، نقول له من الذي أمر بالإفراج عنهم، أليس جلالة الملك هو الذي أمر بالإفراج عنهم، إذ تم دمجهم في المجتمع المدني، وساهموا في التصويت على الميثاق الوطني بكلمة نعم، أليس هؤلاء المسجونون الذين يصفهم بالإرهاب هم الذين أوصلوه إلى قبة البرلمان، الارهابيون هم الذين يفجرون أنفسهم وسط المساجد والأسواق والحسينيات، ومجالس العزاء، ليس لهم هدف إلا قتل الأبرياء، كيف يصف السعيدي طائفة كاملة في البحرين بالإرهاب على رغم أننا لم نسمع في البحرين أن شخصا فجر نفسه في السوق وقتل الأبرياء، لم يحدث هذا بتاتا وإن هؤلاء المسجونين الذين يصفهم بالارهابيين قد كونوا جمعيات علنية وعملوا فيها ضمن منظمات المجتمع المدني، بأسلوب سلمي وصحيح، إن كلام هذا الشخص فيه تعد على طائفة بكاملها، فلابد من أن يوقف عند حده، كما ان على السلطة أن تحدد موقفها من هكذا مقترحات وتغلق نهائيا باب الفتنة والتفرقة، فشعب البحرين شعب واحد وقيادة البحرين قيادة واحدة، وأن هذا الشعب لن يسمح لشخص مثل هذا أن يفرقه وينشر العداوة بينه، حفظ الله البحرين من كل شر
العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ