على النواب فتح ملف التجنيس بدرجة عالية من التجرد والسمو الوطني، فتجاوزات التجنيس هي خطر قومي وله تبعات اجتماعية وسياسية واقتصادية. .. ومشاعر السخط العام من التجنيس العشوائي يلمسها ليس مواطنو البلد وحدهم، بل تتخطى ذلك إذ ان أهل الخليج والعرب - ممن ألتقيهم - يتحدثون عن هذا الخطأ الجسيم وتجاوز الدستور والقانون والأعراف الدولية في عملية التجنيس العشوائي.
سنستعرض بعضا من آثار التجنيس العشوائي على البلاد والعباد، من ناحية البطالة، السكن، العادات والتقاليد الاجتماعية.
البطالة: تطال البطالة أبناء الطائفتين في البلاد، إلا من رحم ربي بسبب واسطة أو عرق أو قبيلة تنقذه مما يعاني منه من تشرذم وضياع، ومن الألم النفسي الذي يعاني منه، لا يشعر بذلك هذا الأخ المنعزل والمنكفئ عن الناس والذي يطل علينا من شرفة منزله مطالبا بالتجنيس، مدعيا المحافظة على التوازن، يا أخي لا نريد توازنات، نريد حقوقا وواجبات، بالعربي مواطنة... وقطعا هو لا يشعر بالبطالة، إذ لا يشعر بها الا من انكوى بنارها وذاق مر السؤال وضيق الحال.
السكن: يبصر كل عاقل مدى استفحال أزمة الإسكان في البحرين، ويدرك البعض مدى تأثير ذلك على الاستقرار النفسي للفرد في المجتمع، ومدى تعرض الاستقرار السياسي من جراء هذا العسف في حقوق المواطنين، جميع المواطنين. فالضائقة الاسكانية تثير الشفقة لدى جيراننا أبناء الخليج علينا كبحرينيين، بل وذلك من أشد ما يؤلمهم حينما نتحدث لهم عن تملك المتنفذين لسواحل البحرين، وعن سكن البحرينيين في شقق لمدد تتراوح بين 10و15 سنة!
لا يشعر بحجم المشكلة الإسكانية من ينفث سيجاره الكوبي على سواحل مدريد صيفا ومن شرفة منزله المطلة على سواحل بلادنا الجميلة... لا يشعر بذلك الغبن إلا من انكوى بنار البحث عن سكن، وتاه في أروقة وزارة الإسكان، وتلعثم أمام ضيوفه حينما يريد أن يقيم لهم مأدبة في منزله، إذ لا يجد مكانا لجلوسهم... لا يشعر بهؤلاء من يطالب بتجنيس المزيد والمزيد من الأجانب لكي يتملكوا معنا ما تبقى من فتات القوم..
لا يشعر بخطورة هذه المشكلة إلا من يعيش في وسط الأحياء القديمة من الفقراء أو من المتمسكين بمدنهم وقراهم، أما من يسكن في مناطق المرفهيين من بني البشر، في الفلل والقصور، فهؤلاء لا يشعرون بذلك الخطر القادم على أولادنا وفلذات أكبادنا، فمثلا أنا أقطن في أحد الفرجان القديمة، مقابل بيتنا يسكن أفراد من نوعيات مختلفة لا يربط بينها رابط، بالله عليكم هل أنا أسكن في البحرين أم أنني "نازل" في مطار البحرين كمحطة "ترانزيت"!؟ وبعد ذلك نجد من يطالب بالتجنيس! يا أخي اذهب إلى تلك الأحياء من المحرق "فريج بن هندي، العمامرة، المري، القمره، بن خاطر، الشيوخ، المنصور... إلخ" وسترى المعاناة للسكان الأصليين، وتفقع عينك رؤية هؤلاء الأجانب. فهل يأمن الأهالي على أعراضهم وفلذات أكبادهم بهذا الوضع وفي مثل هذه البيئة؟ كفاكم صراخا من أبراجكم العاجية مطالبين بالتجنيس، كفوا عن هذا الصراخ، فوالله ان الناس سئمت هذه التشقلبات الفكرية، التي تخرب الأوطان وتمزق كياننا الوطني وتمسخ تسامحنا الاجتماعي البحريني.
العادات والتقاليد الاجتماعية: من عادات أهل المناطق القريبة من البحر الطيبة والتسامح والليونة في السؤال والضيافة والكرم، بالله عليكم هل من تم تجنيسهم عشوائيا يحملون تلك الصفات أم العكس؟ أقولها صراحة لقد سئمنا من هؤلاء فعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا البحرينية مستباحة ومسفوحة سفحا، فكفاكم تضييعا لهذه الهوية وتدميرا لمكونات وعادات وتقاليد شعب البحرين.
ومن كثرة من تم تجنيسهم عشوائيا يشعر البحريني أنه يعيش غربة في وطنه! كفاكم صراخا فنحن بحرينيون ولنا الحق في أن نربي أولادنا على عاداتنا وتقاليدنا، وأن نعمل في بلادنا وأن نسكن ونقيم على أرضها
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ