من خلال متابعتي لانتخابات مجلس الطلبة منذ التأسيس يمكنني القول بأن هناك ظاهرة آخذة في التنامي بين الأوساط الطلابية، وهذه الظاهرة طبعا لا تختلف طبيعتها عن واقع المجتمع البحريني.
ففي كل مرة أسأل الطلبة عن المترشحين للانتخابات، وخلفياتهم في العمل الطلابي الجامعي، وبرامجهم الانتخابية لا أجد إلا إجابة واحدة، وهي أن عدد المترشحين السنة وصل إلى "..."، في حين زاد عدد المترشحين الشيعة عن "..."! وعند السؤال عن احتمالات الفوز داخل كلية، فإن الإجابات عادة ما تكون كلية الآداب للشيعة، وكلية التربية للسنة... الخ.
تلك أمثلة حياة لواقع موجود في الوسط الطلابي البحريني، وإلى الآن لم أسمع الطلبة يتحدثون عن المترشحين عبر استعراض برامجهم الانتخابية، أو الإشادة بجهودهم المختلفة في النشاط الطلابي. كما يبدو أن الطلبة مازالوا غير مهتمين بمجلس الطلبة نفسه أكثر من اهتمامهم بالمذهب الذي ينتمي إليه الطالب الذي رشح نفسه لعضوية المجلس.
مسئولية هذه الظاهرة ليست ملقاة طبعا على إدارة الجامعة أو الطلبة أنفسهم، وإنما هي ملقاة على المجتمع البحريني برمته الذي أصبح يتحدث وينظر لجميع مكتسبات المشروع الإصلاحي على أنها فرص طائفية ثمينة ينبغي عدم تفويتها من دون النظر إلى أنها فرص مهمة للوطن لا يمكن التفريط فيها لصالح طائفة أو مذهب أو قبيلة أو منطقة.
في النهاية فإن اتجاهات الطلبة تجاه الانتخابات الطلابية تعد مؤشرات واضحة للغاية على ما ستكون عليه الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة. وهي فرصة مؤاتية لدراستها وتحليل اتجاهاتها المستقبلية بهدف الوقوف على جميع أبعادها وأسبابها، وتحديد أبرز الحلول التي يمكن من خلالها التقليل من حدة هذه الظاهرة
العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ