العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ

أوقفوا نزيف الدم

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

لقد بلغ سيل الدماء الزبى في العراق. في كل صباح جديد هناك هجمات وانفجارات تودي بأرواح العشرات من الأبرياء في هذا البلد العربي المسلم. الأربعاء الماضي قتل أكثر من مئة شخص في أربعة انفجارات بسيارات مفخخة استهدفت شبابا كانوا يسعون في أرزاقهم، علاوة على مئة آخرين سقطوا في الغارات الأميركية واسعة النطاق في غرب البلاد وتحديدا مدينة القائم.

انه من العار أن يظل العرب والمسلمون يتفرجون يوميا على هذا المشهد من دون أن يحركوا ساكنا. إذ ينبغي على الدول الإسلامية وخصوصا دول الجوار أن تعمل شيئا لوقف نزيف الدماء وأن تفكر جادة في حلول عاجلة. فبدلا من أن تجتمع في كل مرة من أجل دعم العملية السياسية وتخرج على الملأ ببيانات ختامية مفادها أنها تدين وتشجب الإرهاب بكل أشكاله وأنها ستتعاون مع الحكومة العراقية في ضبط الحدود، عليها أن تنظر في أمور أخرى. فكل هذه "المانشيستات" لا تلجم الإرهابيين أو لنقل المقاومة العراقية "الطائشة" من ذبح الأبرياء.

يجب أن تكون هناك مبادرات شعبية متمثلة في علماء المسلمين من كل المذاهب، متوازية مع مبادرات رسمية بحيث تتجه الأولى نحو الالتقاء بالعلماء داخل العراق ومن ثم الوصول إلى قادة المقاومة وهم ليسوا أشباحا بل أناس معروفون ولهم حتى مواقعهم على الانترنت وأجهزة هواتفهم الجوالة باستثناء ذلك الوهم المدعو الزرقاوي.

تركز المبادرات الرسمية على مسألة سحب القوات المتعددة الجنسية ووضع جدول زمني معلوم للخروج من العراق وهو مطلب أساسي لكل الطوائف والكيانات السياسية العراقية. أما مبادرات العلماء فيجب أن تركز على المصالحة الوطنية ووقف إطلاق النار. وكذلك التركيز على تفعيل وتكوين كيانات سياسية معتدلة تهدف إلى خوض الانتخابات المقبلة نهاية العام الجاري.

إن كل ما يجري الآن من دمار مرده إلى الغزو الأرعن الذي قادته الولايات المتحدة وهي تتحمل مسئولية كل هذه الجرائم ولذلك من الناحية الأخلاقية. عليها أن تستجيب لمنطق العقل والتجاوب مع مثل هذه المبادرات وبالتالي سحب قواتها حالا. فإذا كان القادة العسكريون الأميركيون اعترفوا بأنهم لا يستطيعون مجابهة المتمردين وان يترك أمرهم لقوات الأمن الوطنية العراقية، فلماذا الإصرار على بقاء تلك القوات خصوصا إذا علمنا أن واشنطن فشلت أيضا في جهود إعادة إعمار العراق. إن كل مبررات وجود الاحتلال تلاشت الآن، وكل مقومات الحرب الأهلية توفرت وبالتالي على جميع الشرفاء العمل الدؤوب من أجل إنقاذ هذا البلد الشقيق من ويلات الاقتتال

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً