التعليق الرياضي، فن وذوق رفيع المستوى، قبل أن يكون علما ودراسة، وخبرات رياضية متراكمة، وليس بالضرورة أن يكون المعلق صاحب صوت جهوري قوي، أو حنجرة مليانة موسيقى وسمفونية عذبة، لأن الحقيقة لا يوجد بيننا - ولله الحمد - من يتحلى بمثل هذه المواهب، أو الصفات التي ذكرتها، لكني فقط أتمنى على معلقينا أن يتحلوا بالحياد، وأن لا يتركوا العنان لعواطفهم أو ميولهم الشخصية. .. فهم ليسوا أصحاب رأي فني ضليع، أو قلم ناقد متمرس، لأن كل ما هو مطلوب منهم تقديم وصف لما يشاهدونه بعيدا كل البعد عن قدرتهم على تقييم المستوى الفني للفريقين وخطط المدربين ومستوى التحكيم. إذ ليسوا هم نقادا أو محللين رياضيين.
والأدهى من ذلك أن يتطاول هذا المعلق على حكم خليجي هو ضيف علينا جميعا ويقول إن مستواه ضعيفا أو يتغاضى عن أخطاء فنية أو ركلة جزاء صحيحة لفريق معين - فهذا المعلق يجب عليه ألا ينسى أنه سينقل الوصف إلى داخل وخارج البحرين، وسيسمعه كل الناس... وممكن أن يؤثر بصورة مباشرة على الجماهير التي تسمعه، وقد يكون سببا رئيسيا في حدوث كارثة أو مشكلة سواء داخل أو خارج الملعب لا سمح الله.
لذلك أقول للمعلقين الرياضيين في مملكتنا - اتقوا الله - وراعوا أهمية هذه المهنة التي أصبحت تدر عليكم أموالا سنوية طائلة... واحمدوا الله على ذلك فهي نعمة لو وجد من يقيم مستواكم بصورة صحيحة فلابد وان تخرجوا صفر اليدين.
كما أطالب من المسئولين في الإذاعة والتلفزيون ضرورة سماع وتقييم المعلقين، وألا يتركوا لهم الحبل على الغارب لأنهم أمام جهاز خطير وحساس، قد يخلق لنا إشكالا مع دول شقيقة، وقد يتسبب في وقوع مشكلات وحوادث مؤسفة بين الجماهير الرياضية.
فالرياضة فيها الغالب والمغلوب... والهزيمة ليست عارا أو مشكلة... ولكن المشكلة قد يخلقها المعلق غير المسئول الذي لا يفهم أصول مهنته؟
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ