إن موضوع اليوم الدولي للأسر هذا العام: أثر فيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة مرض المناعة المكتسب "الإيدز" على رفاه الأسرة، يوجه الاهتمام إلى واحد من أكثر التحديات استعجالا في زماننا، وهو تحد يؤثر على الأسر، والأسر الموسعة، والمجتمعات المحلية، والحكومات في جميع أنحاء العالم.
ويلحق فيروس نقص المناعة البشرية والايدز أضرارا جسيمة بالأسر. وعندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالمرض أو يلقى حتفه يتعرض كل فرد من أفراد الأسرة للمعاناة. وعلاوة على المأساة البشرية، توجد المصاعب الاقتصادية التي تجلبها في بداية المطاف زيادة كلف الرعاية الصحية وتناقص الدخول. وتتصاعد هذه المصاعب مع ازدياد حدة المرض، ما يؤثر على حصول الأسرة على الغذاء والمأوى والاحتياجات الأساسية الأخرى. وأثر فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز على الأسر مهلك للاطفال خصوصا. وفي كثير من الأحيان، تجبر الفتيات على الانقطاع عن الدراسة للاضطلاع بالعبء الثقيل وهو تقديم الرعاية. وكثيرا ما يضطر الأطفال والفتيات الصغيرات عند وفاة الوالدين إلى الاضطلاع بمسئولية رئاسة الأسر المعيشية. ويؤدي غياب الراشدين الذين يقدمون الرعاية والدعم إلى ازدياد ضعف كثير من الأطفال وإلى التمييز أو عمالة الأطفال أو غيرهما من أشكال السلوك الاستغلالي، ويؤدي هذا بدوره إلى الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وهذا يحرم المجتمعات المحلية من قناة حيوية لنقل القيم والقواعد الثقافية وأساليب الفلاحة ومهارات المواجهة إلى الجيل المقبل.
ومن الواضح أنه يجب علينا أن نبذل جهدنا لمساعدة الأسرة كي تظل مرنة وقادرة، نظرا إلى أنها هي شبكة الأمان الوحيدة في كثير من الأحيان، وأنها تقوم بدور حاسم في تحديد مدى نجاح الأفراد والمجتمعات المحلية في التصدي للإيدز وعواقبه. وهذا هو السبب في أن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائية المعنية بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، المعقودة في العام ،2001 سلمت بالدور المهم الذي تقوم به الأسرة في مجالات الوقاية والرعاية والدعم. وأهابت الدورة الاستثنائية بالحكومات أن تضع أو تعزز استراتيجيات وسياسات وبرامج تسلم بمساهمة الأسرة في الحد من سرعة التأثر بالمرض والتصدي لأثره.
وهذا يعني إيجاد سبل للحفاظ على الوالدين على قيد الحياة. ويعني معالجة أوجه النقص بين الجنسين واوجه الضعف التي تعاني منها الفتيات الصغيرات خصوصا. ويعني إدماج البرامج التي تركز على الأسرة مع أنشطة التدخل الأوسع نطاقا والنابعة من المجتمع المحلي والرامية إلى الحد من سرعة التأثر بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وتحسين الوقاية والرعاية والتخفيف من أثر الوباء الاجتماعي والاقتصادي المهلك. ويعني إزالة الوصمة التي قد تحول دون الكشف عن حال الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية حتى داخل الأسرة نفسها.
إن الأسرة القوية التي تقدم الدعم هي واحدة من أول خطوط الدفاع ضد فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. وفي اليوم الدولي للأسر دعونا نكرس جهودنا من جديد لمساعدة هذه الوحدة القيمة على أن تقوم بدورها الكامل في الاضطلاع بهذه المهمة
العدد 979 - الأربعاء 11 مايو 2005م الموافق 02 ربيع الثاني 1426هـ