شاهدت حلقة من البرنامج الأميركي "أوبرا"، وكانت الحلقة لقاء مع أبطال الفيلم السينمائي "مذكرات امرأة سوداء"، وكان لافتا أن أحد أبطاله وهو كاتب السيناريو والمنتج أيضا، لا يتجاوز عمره 35 عاما، والمثير جدا حينما قالت أوبرا: من يصدق أن كاتب الفيلم ومنتجه وأحد أبطاله، كان مشردا قبل سبع سنوات، والآن أصبح يملك أكثر من 100 مليون دولار! على الفور عادت مخيلتي إلى يوم 23 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حينما قال سمو ولي العهد لدى افتتاحه ورشة إصلاح سوق العمل ما مضمونه "لا أرضى بأن يرى البحريني الفرص تمر من أمامه من دون أن ينال منها شيئا"، وحدد وضع الشباب أكثر بالقول "يشعر الكثير انهم منسيون".

هذا هو ما يجري، البحرينيون يشعرون بأنهم منسيون، والفرص تمر أمام أعينهم وينال منها القاصي قبل الداني، ومن المهم التأكيد على أن سوء الأداء الحكومي والفساد في الماضي والحاضر، هو السبب، وهو ما أضعف الاقتصاد والفرص للشباب، ويقرأ الكثير في المرسوم الملكي رقم 31 لسنة ،2005 تصحيحا للجهة التي ترسم المستقبل الاقتصادي للبلد، مع التأكيد على ضرورة أن يخضع مجلس التنمية الاقتصادية إلى رقابة المجلس الوطني، وذلك تحقيقا لمبادئ الديمقراطية، وعدم استفراد أية جهة بصوغ المستقبل من دون رقابة.

البحرين التي لا يتجاوز عدد مواطنيها 428 ألفا، بحسب إحصاءات ،2003 ويبلغ دخلها العام 2004 نحو ثلاثة آلاف و100 مليون دينار، وتقترب الموازنة الموحدة للقطاع المصرفي فيها إلى 119 مليار دولار، وتبلغ قيمة المشروعات الاستثمارية في المنامة لوحدها 4 مليارات دولار، كل ذلك يجري من دون أن تسقط فرصة واحدة، تجعل أي شاب بحريني يتحول من شاب محبط ويائس، إلى شاب ناجح ومتفائل، يستيقظ مبتسما يوميا كما يستيقظ كاتب فيلم "مذكرات امرأة سوداء"