العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ

ثقافة بعض الأسر البحرينية: طنش... تعش... تنتعش!

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كثير من مشكلاتنا الزوجية هي بسبب انعدام الثقافة وكذلك إرادة التغيير. .. لا أعلم لماذا كانت المرأة لا تعي حجم أهمية الأنوثة والجمال والهندام للرجل، كيف ستسعى إلى تجديد نفسها إذا كان الزوج لا يعي أهمية مشاعر الزوجة فيكون دقيقا في التعامل وفي الألفاظ وانتقاء العبارات، كيف سيغير من نفسه؟ هناك مشكلة متأصلة في بعض أسرنا البحرينية وهي: التعايش على طريقة "طنش تعش تنتعش"، فالزوجة النكدية لا تريد أن تغير من نفسها، والزوج التسلطي لا يريد أن يغير من نفسه. لقد نظرنا إلى التعايش نظرة خاطئة، التعايش مهم ولكن لابد من تصحيح الوضع... لابد من معرفة أساليب الحوار الناجح بين الزوجين والرضوخ لدستور عقدي بينهما... لابد أن نعرف عوامل تحسين العلاقة الزوجية، وهنا أذكر بعضها:

1- التصريح بالمشاعر.

2- عدم إطالة فترة الخصام إن وجدت.

تلقى الزوج والزوجة جالسين على المائدة ووجهة التواصل هي الأطفال في توصيل الأوامر و"المسجات"، على طريقة "قل لأمك"، وهي تقول: "قل لأبوك". أعرف أسرا لا يدب الخلاف بينها إلا في المناسبات: في العيد، في الإجازات، في ليلة زفاف الابن، يحرمون أنفسهم من أفضل أيام العمر.

3- استمرار الجلسات الحوارية.

أكبر خطأ عدم إتمام حل المشكلات والدخول في قضايا أخرى. ترسيم الحدود بين الزوجين يكفيهم مؤنة الألغام المفخخة مستقبلا... على الزوجة أن تكتب كل أخطاء زوجها وهو كذلك، ويجلسان في حوار هادئ ودي صريح بعيدا عن الأطفال.

عندنا أزواج لا يجيدون فن الصمت، وعندنا زوجات لا يعرفن إلا مقاطعة الزوج أثناء النقاش، وأكبر المشكلات تكون عند الغضب. الزوجة الذكية هي التي إذا غضب زوجها لا تفاتحه في شيء حتى يهدأ، وتأتي إليه في وقت آخر، وكذلك العكس. قال أحد الصحابة لزوجته: "إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب". بعض الأزواج والزيجات الغضب يتفجر بينهما في المنزل، أحيانا في السيارة، أحيانا - وللأسف الشديد - أمام "المعازيم" وأمام الضيوف، وهؤلاء يوصلون معلومة إلى الناس أنهم لا يملكون لياقة ولباقة وذوقا أمام الآخرين. الأكبر من ذلك إذا تفجر الخلاف في الشارع. يذهبان إلى التسوق ثم يختلفان فيسبان بعضهما بعضا أمام الناس... كل شخص يجرح في الثاني، وساعد الله الجيران الذين ابتلوا بأسر لا تتفجر خلافاتها إلا في منتصف الليالي.

علماء النفس يقولون: أهم مكان في أية أسرة هي غرفة النوم، لأنها أكثر مكان يجلس فيه الزوجان، لذلك ينبغي ألا تكون مكانا للمصارعة أو التلاسن الكلامي. إنهما ينصحان بتأجيل أي حرب معلنة من أي طرف، ذلك كي لا يمتلئ جو الغرفة بالنكد والخلافات والهموم. تأجيل النقاش في هذه الغرفة المقدسة مسألة ضرورية.

زوجة تقول: أنا لا أسمع منه إلا لفظة "لازم" و"يجب" و"غصبا عليك"، وزوج يبرر ذلك فيقول: "هذه إنسانة لا تنفع معها إلا الشدة"، وتأتي المشكلات: زوجي أصم لا يستمع إلى ما أقوله أبدا.

- زوجتي تحب التملك، هي الرجل في المنزل... أما أنا فليس لي رأي، تضمك متى أرادت، وتغضب متى أرادت... يوما تفتح حربا معي، وإذا غبت فتحت مع الجيران، وأحيانا مع أهلها... عندما أريد أن أنام تبدأ اسطوانة العتاب... زوجة أخيك قالت لي كذا، وأمك زارت زوجة أخيك، وأنا لا، وهكذا...

أكبر تعاسة يعيشها الزوج أو الزوجة عندما يمر أحدهما بظروف صعبة.

يقول Beck: "بالتأكيد أن الناس عندما يكونون في حال إحباط أو مصابين بخيبة أمل فإن ذهن الإنسان يكون أكثر عرضة لسوء التفسير والمبالغة في الحكم على الأمور على سلوكيات الآخرين. إن التفسيرات السلبية تكون أكثر احتمالا عندما تكون في حال نفسية سيئة". ولذلك، كثير من أحكام الزوجين في الظروف الصعبة تكون غير واقعية، إنهما يجعلان من الصغائر كوارث وهما مخطئان. كثير من السلبيات تضخم ويبالغ فيها بسبب، عدم الفهم وعدم القراءة الصحيحة.

المشكلة أننا في المجتمع البحريني نعاني من ثقافة خاطئة في قراءتنا للطبيب النفسي، بأن الذي يذهب إلى الطبيب هو فقط من يعاني الجنون أو التخلف العقلي... أبدا، من يصدم بأية صدمة كبيرة، فراق قريب لا سمح الله، أزمة نفسية حادة، انكسار في عمل، عروض مفاجئة من الزوجة... أو الزوج بلا سبب من المهم أن يعرض نفسه على الطبيب المختص. في الغرب، أكثر الأسر لديها اتصال بطبيبها النفسي، هذا ليس عيبا. بعض أسرنا في حال المشكلات تبحث عن أي كلام هنا أو هناك. يجب أن نحترم هذا العلم بالرجوع إلى الاختصاصيين والمرشدين العلميين

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً