أبدى الشارع البحريني استغرابه إزاء التصريحات الرسمية التي تصدر من هنا وهناك بشأن قضية تسرب الغاز في منطقة المعامير، أو كما يطيب لأهلها تسميتها بالمنطقة الموبوءة، فهذه التصريحات أثبتت عدم جدية المسئولين في التعاطي مع مثل هذه القضايا التي تهدد أرواح الناس.

فالمتتبع للوضع ماذا يستطيع أن يقول من موقف وزارة الصحة، فعلى رغم الحالات التي ترددت عليها خلال الأيام الماضية من أهالي المعامير والتي تنوعت بين الطفح الجلدي والالتهابات ما زالت تصر على أن الأعراض التي ظهرت ليست لها أية علاقة بالتلوث، لنسلم بالأمر ونقبل بأن هذه الحالات ليست ناتجة من التلوث، ولنسأل وزارة الصحة ما هو السبب إذا في كل ذلك؟ ولماذا زاد عدد هذه الحالات في هذا الوقت بالذات وبالتزامن مع انبعاث الغاز في المعامير؟

نقول للمسئولين الذين يؤكدون أن التلوث في المعامير ليس له أي علاقة بالأعراض التي ظهرت بين الأهالي، بأن ينقلوا أمتعتهم وجميع احتياجاتهم ويذهبوا مع أسرهم للبقاء في المعامير ولو إلى أسبوع واحد ليذوقوا العذاب الذي يعيشه الأهالي يوما بعد يوم جراء استنشاقهم للغازات التي تنبعث من المصانع هناك، ولنرى بعدها هل سيواصلون في إصرارهم بعدم تأثير التلوث.

القضية بحاجة إلى وقفة متأنية من كل الجهات المعنية في البحرين، ويجب على لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلت يوم أمس أن تمارس عملها بحيادية تامة بعيدا عن تأثير أي جهة، ويجب أن تخرج بنتائج تكشف الغمام عن هذه القضية التي استحوذت على حديث الشارع البحريني وأصبحت مادة دسمة تناقلتها الألسن وتفاعلت معها بشكل كبير