العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ

ألم يأت الوقت الذي يستفيد فيه البحريني من زمن الفقر؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لم يكن من السهل البتة أن يكون الفرد منا على دراية ويقين بما يصول ويجول وبما يحدث من حولنا، فالحوادث المتلاحقة والبلاوي التي تتلو بعضها بعضا كفيلة بأن يصاب الفرد منا بالغثيان المفرط أو لربما تتسبب علينا بداء الغباء أو الاستغباء - لا أعلم - والذي بدأ يستفحل شيئا فشيئا في أوساط مجتمعنا الصغير في حجمه الكبير في مشكلاته، فهذه الحوادث ولا نحددها بالمحلية فحسب بل حتى العربية والإقليمية عبارة عن مشكلات وبلاوي غالبيتها متراكمة ويشكل الشبه فيها الغالب الأكبر من حيث الشكل والحجم والنوعية وحتى النتائج! وبطبيعة الحال السبب أو الأسباب على رغم تعددها فهي إن لم تكن واحدة فهي محدودة حتى على المستويات الخارجية غير المحلية! من أهم مسببات هذه الحوادث والبلاوي التردد في أخذ القرارات أو التردي في الحياة العملية التي نحن بأمس الحاجة إلى عملها والاستفادة منها، إذ تراها جلية واضحة وضوح الشمس وأنت تمارس حياتك اليومية في كل مكان وأي مكان. .. فإن أخذنا مثالا بسيطا... هل صادف وأن رأيت أحدهم يدخل مسرعا وإن كان عن طريق الخطأ على الآخر في الشارع وكيف يتصرف الآخر معه؟... إنه على استعداد تام بأن "يتهاوش" معه "هوشة" لا يعلم بنتائجها إلا الله!... هذا إذا لم يكن صاحبنا من ذوي العضلات المفتولة أو من طلبة ألعاب التايكوندو أو الكاراتيه! ناهيك عن أطنان السب والشتم التي تنهال من كل طرف على الآخر ابتداء من الأب والأم ووصولا إلى آخر فرد في العائلة أحياء كانوا أو أمواتا!

هذا أحد النماذج البسيطة جدا من نتائج البلاوي التي تتحاذف علينا... وفي اعتقادي أن أسبابها شبه معروفة على مستوى الفرد البحريني خصوصا... فحياته المليئة بالضغوط الداخلية من متطلبات ضرورية ملحة لا مجال للهرب منها أو تأجيلها على مستواه ومستوى أسرته بالإضافة إلى الضغوط الخارجية من العمل ناهيك عن الطوارئ التي لا تنتهي وكل طارئ يقول الزود عندي! وطبعا المحرك الرئيسي لها هو الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الفرد من قلة بل شحة في المدخول وفرط في المصروف! فلن يكون لدى المواطن أي استعداد لطولة البال أو تغليب عنصر التسامح والتغاضي في وجه أي طارئ أو ظرف.

جميع هذه الظروف المتراكمة كما أسلفنا ومحركها الظرف الاقتصادي تظل الشغل الشاغل... فلا غرابة أنك عندما تسير ترى أناسا تمشي بأجساد ولكن عقولها طائرة... جثث تمشي وفكرها مشتت... فالفرد منا لا يفكر في أي فكر إبداعي من تصميم غريب وجديد لبيت مثلا بقدر ما يفكر في أنه قد وفر وجبة غداء اليوم لأبنائه... فكيف سيوفر وجبة العشاء الليلة لهم! هذه النوعية أو الدرجة من التفكير هي التي تؤثر بهذه الدرجة على الفرد البحريني... فالوضع الاقتصادي كما أسميناه كمحرك يشمل الكثير من أجزاء المحركات الأخرى من عيشة مثل الناس من ناحية مأكل مناسب ومشرب مناسب وملبس محترم بالإضافة إلى السكن الملائم الذي يناسب الاستخدام الآدمي على غير تلك القبور التي يبنيها الناس فوق بيوت آبائها المتهالكة أصلا... الوضع الاقتصادي هو المحرك لشخصية الفرد البحريني لينعش السوق من خلال ما يشتريه من احتياجات من الدرجتين الأولى والثانية من خلال تقوية الطاقة الشرائية في البلد. ولكن... يبقى أن البحريني قد قوى جلده وتصلد من هذه التجربة "في الفقر"... وعليه أن يأخذ القرار الصحيح والجريء بالخروج من هذه الدائرة التي لن تنتهي مادام هو راضيا ويكتفي بالنظر والانتظار! يجب على المواطن أن يستفيد من تجاربه التي فرضتها الظروف عليه وينتفض وينفض هذا الغبار وإلا فإنه لا فائدة في ناس لا تستفيد من تجاربها!

إضاءة

لقد تم إحضار أجهزة الكمبيوترات في بعض الوزارات والإدارات الحكومية لتسريع إنجاز المعاملات... فتتفاجأ بأنها تستخدم في تجسيد البيروقراطية والروتين بشكل أكبر! إذ لا يصل الطلب إلى الجهاز إلا بعد أن يوقع من قبل الوكيل والغفير... وتكون خطوة إدخال المعلومات تحصيل حاصل... فأنا أتساءل: ما فائدة الجهاز إذا؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً