العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ

المعامير ليست على الخريطة!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

بعد أن تدخل السحرة والمردة والدجالون وضاربو الودع واختصاصيو الدفن بالمجان، اكتشفت وزارة الصحة أن هناك حدثا ما تتناقله الألسن في قرية تسمى المعامير!.

قبل سنوات كنت مقتنعا - ولا أزال - بأن وظيفة كثير من إدارات وأقسام العلاقات العامة في العالم الثالث، وخصوصا في وزارات الصحة تتحدد وتتركز في النفي. نفي نسب الإصابات بالزكام والدم المنجلي وتسلل الفيروسات وحتى الإعاقة وعدد المتعاطين لعقاقير الاكتئاب والمجانين الهائمين على وجوههم وأمام الإشارات الضوئية، ولن نفاجأ بنفي ادارة العلاقات العامة ارتفاع درجة الحرارة الى 48 درجة مئوية في ذروة شهر أغسطس/آب. ما الذي ينتظره المواطن من بعض تلك الإدارات والأقسام التي وجدت لهذا الهدف، ولهدف آخر أسمى يكمن في استقبل وودع وغادر وصرح ونفى الوزير؟. فعلى رغم الحالات التي استقبلتها مراكز وزارة الصحة - اذ لم تتم معاينة المصابين بفعل التلوث من قبل ميكانيكي، أو فني ديزل أول، أو حتى متعهد حفلات - فإن الوزارة تنفي أساسا حدوث أي تلوث في المنطقة المذكورة. وعلى رغم تأكيد عدد من اختصاصيي واستشاريي الوزارة - نحتفظ بالمصدر - ان الطفح الجلدي والالتهابات التي عانى منها سكان المعامير هي بفعل الغازات نفسها، تصر ادارة العلاقات العامة على تأكيد الدور الذي وجدت من أجله وهو النفي!.

أحد مديري التحرير العرب المعتقين في المهنة، أشار - وهو على حق - إلى انزعاجه وتخوفه من تكرار وتسويق مصطلح مثل الشفافية ومحاربة الفساد، لأن ورودهما بمناسبة أو من دون مناسبة، دليل على أن لا شفافية ولا محاربة لأي فساد ومن أي نوع.

بقي القول، لن نفاجأ بنفي ادارة العلاقات العامة وجود منطقة اسمها المعامير على خريطة مملكة البحرين

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 969 - الأحد 01 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً