سنون وأهالي المعامير يعانون من الغازات الخانقة والضارة بالصحة، وكل ذلك من صنع الله! إصابة 70 من الأهالي بالسرطان ووفاة 20 آخرين، خلال سبعة أعوام وكل ذلك من صنع الله! انتشار أمراض التخلف العقلي والتشوهات الخلقية في المعامير تحديدا وكل ذلك من صنع الله! هل هذا ما تريد قوله إحدى الشخصيات الأكاديمية التي فسرت كارثة المعامير بأنها "ناتجة عن الانقلاب الحراري وان ما حصل عبارة عن ظروف جوية من صنع الله"! بدلا من بث تصريحات تلقي اللائمة على "صنع الله" بعيدا عن التطرق "لصنع البشر"، كان الأجدر أن يسلط الضوء على المسبب الحقيقي لتلك الكارثة، هل هي عدم مبالاة وزارة الصناعة أم النفط، أم وزارة شئون البلديات والزراعة، أم الهيئة العامة للبيئة؟ وبدلا من الشفقة على حال الأهالي الذين لم يستطع مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق لضعف لائحته الداخلية للكشف عن الأسباب يتم تهرب الرسميين ما حدث! لو حصل ذلك في بلد يحترم إنسانية الإنسان وحقوقه لقدم المسئول استقالته على الفور! قدم الأهالي العرائض إلا أن أحدا لم يستجب لهم، ولا أحد كما يبدو قادر على إنقاذهم، في حين إن المواثيق الدولية أكدت الحق في بيئة نظيفة، والحق في الصحة الذي كفله دستور مملكة البحرين، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي أعلن مجلس الوزراء أخيرا رفعه لمجلس النواب كمشروع قانون. إذ تنص المادة "12" منه على: "تقر الدول الأطراف في هذا العهد بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمية والعقلية يمكن بلوغه، تشمل التدابير التي يتعين على الدول الأطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق، تلك التدابير اللازمة من أجل: تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية؛ الوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها". عوضا عن وجود اتفاقات دولية خاصة بالبيئة.
غدا يعتصم أهالي القرية للمطالبة بحقوقهم ولإيصال صوتهم إلى مجلس النواب غير القادر على خدمتهم "لصلاحياته المحدودة"، وليطالبوا بالتحقيق في كوارث من "صنع البشر"
العدد 967 - الجمعة 29 أبريل 2005م الموافق 20 ربيع الاول 1426هـ