المشكلات الطلابية ليست جديدة على المجتمع البحريني، وهي تتكرر عاما بعد آخر. وعندما ظهر مشروع إعادة تأسيس الاتحاد الطلابي من جديد كانت الأوساط الشبابية تملك حماسا كبيرا تجاهه، إلا أنه بمرور الوقت تضاءل هذا الحماس تدريجيا ليخبو عند كثيرين، ولم يقتصر الأمر كذلك بل وصل إلى درجة التشاؤم لدى بعض أعضاء اللجنة التحضيرية السابقين بعد أن لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم المنشود وطموحهم بتأسيس الاتحاد وظلوا من دون أي إنجاز إلى أن تخرجوا من جامعاتهم ولم يروا شيئا.
اليوم تم تشكيل إدارة جديدة وروح جديدة في اللجنة، ويتكرر السؤال هل ستنجح اللجنة في إعادة تأسيس الاتحاد، أم أنها ستبقى تواجه المشكلات والخلافات كما حدث في المرة الماضية؟
الرئيس الجديد أحمد القاسمي يحمل طموحات كبيرة، ليس هو فقط، وإنما هناك أعضاء في اللجنة يشاركونه هذه المشاعر. ولكن الطموح يختلف أحيانا عن الواقع، إذ تحدث المشكلات، ولذلك لابد من الوقوف على بعض الأمور الأساسية التي لاحظتها من خلال متابعتي لأداء اللجنة والمشروع منذ العام .2003 أولى هذه الأمور، ضرورة التركيز على عمل اللجنة الذي يقتصر في التحضير لعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الطلابي، والأمر الثاني هو مد جسور التواصل إعلاميا وتثقيفيا مع آلاف الطلبة الذين لا يعلمون ماذا يدور خلف الكواليس من مشروع سيؤثر كثيرا في مسيرة حياتهم المدرسية والجامعية. أما الأمر الثالث فهو ضرورة الاستفادة من بعض الفرص التي تشهدها الساحة الطلابية لدعم المشروع، بدلا من إضاعتها في الخلافات الهامشية، كما هو الحال عندما أثيرت قضية الفصل بين الجنسين في الجامعة، وانقسم الوسط الشبابي والطلابي إلى مؤيد ومعارض، فكان بإمكان الاتحاد الطلابي أن يكون له دور في معالجة القضية ببساطة ليزيد من حضوره في الساحة الطلابية.
في النهاية فإننا نأمل أن تتحقق طموحات الطلبة والشباب، ولكن ذلك لن يأتي إلا بالابتعاد عن الخلافات والتركيز على الأهداف الأساسية
العدد 955 - الأحد 17 أبريل 2005م الموافق 08 ربيع الاول 1426هـ