تعهدت الولايات المتحدة خلال مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في اوسلو أخيرا بتقديم مساعدات إضافية للخرطوم، لكنها ربطت القضايا الإنسانية في دارفور بمساعدات إعادة البناء في جنوب السودان.

ولدى وصوله السودان بعد أن شارك في المؤتمر، أطلق مساعد وزير الخارجية الأميركي روبرت زوليك إشارات ايجابية بشأن مسعى الحكومة السودانية إلى حل أزمة درافور، وكان قال قبل وصوله إن الأهداف الطويلة المدى للولايات المتحدة في السودان الحث على المصالحة السلمية بين جميع الأطراف وتهيئة المجال لأن تكون هناك بداية جديدة في تلك الدولة.

وفي مؤتمر صحافي بمدينة أوسلو النرويجية بعد أن تعهدت الدول المانحة بتقديم 4,5 مليارات دولار وهو ما يساوي ضعف المبلغ الذي قالت واشنطن إن هناك حاجة إليه لعملية إعادة البناء، ويقدر بـ 2,6 مليار دولار، ذكر زوليك الموجودين بأن تقديم المساعدات للسودان يقوم على أساس عاملين متداخلين هما: تطبيق اتفاق الشمال والجنوب على السلام الشامل، وحل الأزمة الإنسانية المستمرة في دارفور. الضغط والإغراءات وجهود الولايات المتحدة لتحقيق انتصار دبلوماسي جديد في السودان بعد اتفاق الجنوب وسيكون هذه المرة في غرب السودان تعد محاولات لخلق نموذج دولة متعددة الأعراق تعيش في ظل حكم فيدرالي، وليس من قبيل المصادفة أن تأتي زيارة زوليك للخرطوم بعد زيارته لبغداد، وهناك طبعا مهمة أخرى قام بها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد غطت العراق وأفغانستان وقرغيزستان... فما الذي تهدف الولايات المتحدة لتحقيقه في تلك الدول، يا ترى؟