من غير المعقول أن تفلس العقول لتخلو من أفكار أو رؤى، إذ حينها وفي أبسط الأحوال قد يقاد صاحبها إلى اللجوء بشكل سافر وفاضح ومن دون ذرة حياء إلى سرقة رؤى وأفكار الغير، وكأن خلق الله بلا عقول تميز، أو عيون تكشف الأصل من الصورة. الأمر المعني هنا هو سرقة أحد النواب المنتمين إلى إحدى الكتل "الإسلامية" في مجلس النواب - والتي في كل مرة تحوم حولها مشكلة، إذ تخرج من مشكلة فلا تلبث إلا قليلا حتى تدخل في أخرى - لمقال نائب في مجلس الأمة الكويتي ونسبته إلى نفسه، ولم يستبدل فيه سوى كلمة الكويت بالبحرين، والأغرب من ذلك ان النائب البحريني الذي يحمل شهادة دكتوراه نشر مقاله المسروق بعد أيام قلائل من نشره من قبل النائب الكويتي في الصحافة الكويتية، إذ نشر الأصل بتاريخ 17 مارس/ آذار 2005 ونشرت الصورة المسروقة في الصحافة البحرينية بتاريخ 23 مارس .2005

سبق وأن نوه أحد النواب خلال إحدى الجلسات السابقة للمجلس إلى ظاهرة سرقة المقترحات، وبغض النظر عن دقة الاتهامات التي يوجهها بعض النواب إلى بعضهم من هذه الناحية، فإن الأمر يشير ربما إلى وجود "حرامية" في المجلس، يسرقون أفكار ورؤى الغير حتى من وراء الحدود هذه المرة، وكأن عقولهم عجزت عن التفكير، من دون ان يعتبروا أن تمخض عقولهم ولو عن "هراء" سيكون أشرف من سرقة في وضح النهار كما يقال، وسيكون أهون عليهم من ارتباط اسمهم بـ "مسخرة".

معلوم ان الفقر المدقع للنائب في فكره قد يدفعه إلى السرقة كما هي الحال بالنسبة إلى المعوزين والمحتاجين حينما يسرقون المال من أجل العيش الكريم الذي عجزوا عن تحقيقه بسبل شريفة، شرعية، وسليمة. ولكن الصواب يظل صوابا والخطأ خطأ والسرقة سرقة، وإن بدا السارق المفلس منطلقا من مقولة "ان لم تستح فافعل ما شئت"