تتقاسم المحافظات والبلديات شبكة موحدة من الاختصاصات تتضارب في معظم الاحيان وتقف عند حد العجز في احيان قليلة.
بعيدا عن القول بعدم وجود تنسيق بين هاتين الجهتين، فانه من الراجح القول ان هذا التضارب يصيب الخدمات المقدمة إلى المواطنين في موقع القلب... لماذا؟
- المحافظة تريد تسجيل أي مكسب خدمي تقدمه لحسابها، وهذا حق مشروع، ولكن من غير الدقيق التدخل في صلاحيات البلديات من أجل هذا الغرض.
- المحافظة تريد ان تثبت وجودها كجهة ادارية عليا في هذه المنطقة او تلك، بمعنى آخر تريد ان تقول بأعلى صوت انها "موجودة من أجل المواطن"، ولهذا تحرص على هذا الوجود حتى ولو اقتسمت الخدمات بينها وبين البلدية. وفي هذا المجال لا يهم للذي يريد ان يستخرج رخصة بناء مثلا أن يقسم أوراق معاملته الى قسمين، الاوراق الاولى بغض النظر عن طبيعتها والثانية الى البلدية، ولا يهم بعد ذلك ايضا ان يستغرق اخراج هذه الرخصة اسبوعا أو سنة.
- لو قلبنا الصورة لصالح البلدية فسنجد انها دائرة ضيقة الصلاحيات وتأمل ان تزيدها، اما عبر تأكيد صلاحياتها الموجودة فعلا أو عبر التفاهم مع المحافظة من أجل استرجاع صلاحياتها "المهدورة". في هذه الصورة ينعكس التأثير السلبي على الخدمات المقدمة إلى المواطن أيضا، إذ سيلجأ الكثير من المسئولين في البلدية - لغاية في نفس يعقوب - إلى إهمال انجاز الكثير من الخدمات بسبب انها "تعود" الى جهة اخرى، وهم بذلك يحسبون انهم انتقموا من الجهة الاخرى ولكن على حساب المواطن مرة ثانية.
- هل ننتظر ان "تتصافى" النفوس ويعاد جدولة الاختصاصات بين الجهتين؟ نحن بالانتظار
العدد 949 - الإثنين 11 أبريل 2005م الموافق 02 ربيع الاول 1426هـ