وقع مساء أمس الأول هجوم انتحاري في حي الأزهر في وسط القاهرة قتل فيه ثلاثة أشخاص هم: أميركي وفرنسية ومنفذ الهجوم كما جرح 18 آخرين، إضافة إلى الخسائر المادية. وقع هذا الهجوم - الذي يذكر بالهجمات التي كانت تنفذها الجماعات الإسلامية والتي كان أعنفها هجوم الأقصر في نوفمبر/ تشرين الثاني 1997 الذي أوقع 58 قتيلا معظمهم من السويسريين وأعلنت بعده الجماعة الإسلامية وقف عملياتها المسلحة، ثم عادت الهجمات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما استهدف هجوم فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين في شبه جزيرة سيناء وأوقع 34 قتيلا وأكثر من 100 جريح معظمهم من السائحين الإسرائيليين - في وقت تشهد الساحة المصرية صراعا محموما بخصوص الانتخابات الرئاسية. إذ ارتفعت خلال الأشهر الماضية آلاف الأصوات التي ترفض التمديد للرئيس حسني مبارك لولاية خامسة، وعلى إثر هذه التظاهرات أمر الرئيس بتعديل المادة "76" في الدستور للسماح بوجود أكثر من منافس على الرئاسة. ولكن التظاهرات مستمرة بسبب أن هذا التعديل محدود وغير كاف من وجهة نظر المطالبين. وبالتوازي مع هذه التظاهرات، هناك تظاهرات أخرى تطالب بمزيد من الإصلاحات ورفع حال الطوارئ، ومن ضمن المشاركين في هذه التظاهرات جماعة "الإخوان المسلمين". ولكن السلطات المصرية تصدت إلى هذه التظاهرات وقمعتها واعتقلت المئات من "الإخوان" ومنعت وصول المطالب الشعبية بحجج أنها خرجت من غير تصريح وأن "الإخوان المسلمين" جماعة محظورة. ولم تمر سوى أيام على هذه الحال التي كان يمكن معالجتها بصور أكثر حضارية والسعي إلى إصلاح الأوضاع لخير مصر وأهلها، حتى نطق العنف من جديد وبصوت مرتفع أيضا، بعد قمع "صوت الحق" الذي يسعى إلى إيصال مطالبه في سلم من أجل أن يعيش بعد موات عشرات السنين. فأيهما أفضل، صوت السلم أم صوت التفجيرات والهجمات والضغوط الخارجية التي تفرض علينا ما نفعل؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ