في حياة كل إنسان مواقف وذكريات لا تنسى، وتتم عالقة بالذهن كأنك تعيشها اللحظة كلما طفت على سطح الذاكرة، ومن بين الذكريات التي عشتها وعشت ولادتها لحظة بلحظة حينما كانت مجرد هاجس ومشروع بدأ يكبر على الورق وفي الأذهان. .. هو مشروع تنفيذ حلبة البحرين الدولية للسيارات التي تستضيف جائزة البحرين الكبرى الفورمولا .1 وكم كانت سعادتنا مع فريق العلاقات العامة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة ونحن نساهم في تنفيذ وبلورة الأفكار والعمل بتفان من أجل أن يلقى هذا المشروع الرياضي الوطني الذي أصبح اليوم صرحا رياضيا شامخا جعل أنظار الملايين ولأول مرة تتجه إلى هذه البقعة الصغيرة من العالم. وكأي إنسان بسيط يحلم أن تكون لوطنه مكانة مرموقة بين الدول. كنا نعمل في العلاقات العامة أكثر من 18 ساعة في اليوم بين الحملة الإعلامية التثقيفية التي قمنا بها على مستوى مدارس وجامعات البحرين والمطبوعات الإعلامية التي قمنا بإصدارها وكان أهمها مجلة "البحرين فورمولا 1" التي أصدرنا منها أربعة أعداد وأتمنى ان تستمر، وتوجنا جهودنا بفريق الاستقبال الذي كان الواجهة التي أعطت انطباعا أكثر من رائع لكل من حضر البحرين. وبمناسبة صدور هذا الملحق والأعداد المتميزة التي أصدرتها "الوسط" عن قناعة تامة بأهمية إنجاح تنظيم هذا المشروع الرياضي الوطني أتمنى من كل رياضي أن يعي أهمية هذه الحلبة التي تخدم رياضة عالمية، وان سباق الفورمولا 1 يأتي في المرتبة الثالثة في التنظيم الرياضي العالمي بعد دورة الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم. وان هناك الكثير من الدراسات التي أجريت على مستوى العالم تؤكد أن هذا المشروع له مردود إعلامي ورياضي واجتماعي كبير بالإضافة إلى مساهمته في رفع مستوى الدخل القومي. وعلى رغم ما قيل قبل أو يقال عن ارتفاع سعر تذاكر الدخول أو عن صعوبة ممارستها واقتصارها - بسبب غلاء مستلزماتها - على طبقة معينة فهذه أقوال تتنافى إذا ما قورنت بألعاب رياضية أخرى، وأبسط دليل هو أن سعر تذكرة ويمبلدون للتنس أغلى منها بكثير! يبقى هذا المشروع صرحا رياضيا وطنيا كان بمثابة ضربة معلم سبقنا إليه كثير من دول العالم على رغم كل المراوغات التي تمت من بعض هذه الدول. فهنيئا للبحرين هذا المشروع، وأتمنى ان يتحقق النجاح الذي تحقق العام الماضي