تحول النائب علي مطر في الجلسات الأخيرة لمجلس النواب إلى "واعظ" بحسب ما أطلق عليه بعض النواب، إذ بدا مطر فعلا يمطر عددا من النواب بعظات وإرشادات يسوقها في إطار اعتراضات واحتجاجات بمنطق ومن دون منطق، وبات كالمراقب لكل لفظ ينطق به زملاؤهم في مداخلاتهم، ولا يجد حرجا من مقاطعتهم، ليصحح أو يؤول أو يعارض، ومن ثم يدخل في اشتباكات وملاسنات حادة. كما تقوم قيامته حينما يشير أحد النواب إلى بعض الجنسيات كالهنود والباكستانيين أو اليمنيين - وإن من دون تجريح -، فقد اشتبك مع النائب عبدالله العالي مرتين، إثر إشارة الأخير إلى تشبع وزارتي الداخلية والدفاع بتلك الجنسيات، ووصف كلامه بـ "لام الخمام والبقالة"، واعتبر ذلك سبا للنواب حينما قال "يسبوننا في كل مرة وكأننا دجاج ساكتين". وفي المرة الثانية طالب بشطب الجنسيات من مضبطة الجلسة، ما دعا بالعالي إلى رفض "إملاءاته".
واعترض في الجلسة ذاتها على قول النائب جاسم السعيدي بأن المواطنين باتوا يشترون من الهنود بضائع منتهية الصلاحية، رافضا الإشارة إلى الهنود، ما أدى بالسعيدي إلى الرد، وأمره إلى الله: "نسحب الهنود". كما اشتبك أيضا مع النائب علي السماهيجي حينما قاطعه، ودفعه إلى تبرئة نفسه من صفة الجنون وسط ارتفاع ضحكات النواب، إذ قال "لست مجنونا كي لا استطيع التمييز"، وذلك اثر إشارة مطر إلى انه لا يستطيع التمييز بين الرأي والمداخلة الخاصة بمقرر اللجنة.
كما اعترض على النائب عبدالنبي سلمان حينما نوه بوجود أحسن القوانين وأسوأ المؤسسات، إذ انبرى مدافعا ورافضا التعميم، بحجة وجود ناس شرفاء في بعض المؤسسات، ومصححا "سلمان أكيد يقصد البعض"، فاتفق معه سلمان. وفي جلسة سابقة لتلك تلاسن مطر مع النائب سعدي محمد حينما اتهم النواب بالاستعراض بعد أن قاطعه، ما اعتبره سعدي "قلة أدب" ودعاه إلى "احترام نفسه".
لعل المطلوب من مطر أن يوقف أمطاره كي لا يغرق المجلس في مستنقعات وأوحال لا داع لترسبها في قاع مجلس الشعب والذي يفترض أن يضم ممثلين عن الشعب في الأقوال والأفعال
العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ