"ألا نستحق أن نفوز؟" هكذا بدأت إحدى مدرسات مدرسة سار الثانوية للبنات قولها عندما هنأتها بفوز المدرسة بجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم. وعند سؤالي إياها عن سبب سؤالها، والحزن الواضح في عينيها عندما التقيتها في حفل التكريم الذي أقامته وزارة التربية والتعليم أخيرا في أحد الفنادق، قالت: "لقد ألغيت فقرة تكريم مدرستنا التي فازت بفئة المدرسة المتميزة والمعلمة المتميزة على رغم أنها كانت مدرجة من ضمن برنامج التكريم بحجة انه تم استدعاء مديرة المدرسة برفقة المعلمة والطالبة إلى مكتب الوزير اليوم، وقدم إليهن الوزير شهادة "مغلفة حراريا" تعبر عن الجهود المضنية التي عاشتها المدرسة ابتداء من مديرتها وانتهاء بأصغر عاملة فيها". وأضافت والدموع بدأت بالتجمع في عينيها "هذا هو العام الثاني على التوالي الذي تشترك فيه المدرسة في هذه المسابقة ولم يأت هذا الفوز إلا من جهد وعمل متواصل داخل المدرسة بعد انتهاء الدوام الرسمي مضاف إليه أيام الاجازات الرسمية، إذ أصبحنا نمكث في مكاتب ومختبرات المدرسة أكثر من مكوثنا في منازلنا، ولم يقف هذا الجهد عند هذا الحد، إذ أصبحت المديرة لا تفارق المدرسة قبل أسبوع من إعلان الجائزة حتى وقت النوم أملا في تحقيق فوز جميل لمملكة البحرين بعدما حجبت الجائزة العام الماضي".

وواصلت قولها: "لم يحالفنا الحظ في الفوز بجائزة الشيخ خليفة بن سلمان على رغم أن الجهود التي بذلناها للفوز بها لا تقل أبدا عن جهودنا للفوز بجائزة حمدان، وعلى رغم أن معايير الجائزة الأخيرة كانت أصعب بكثير كونها جائزة على مستوى دول الخليج، وتضايقنا كثيرا حين أعلنت أسماء المدارس العشر ولم تكن مدرستنا من ضمنها، وطلبنا من الله أن يعوضنا خيرا، ولم يخيبنا الله في ذلك، ولكن ما لم نتوقعه وما خيب آمالنا عدم اكتراث الوزير بتقديم أية تهنئة لنا تسهم في دعمنا وتشجيعنا، ويكمل عليه تجاهل الوزارة لنا من خلال شهادة تغليف حراري من دون إعطائنا أي درع من شأنه أن يرفع معنوياتنا، وفي آخر الأمر تلغى فقرة تكريمنا الخاصة، وتكرم المدرسة حالها حال أية مدرسة من مدارس المستقبل من دون ذكر الجائزة التي فزنا بها على مستوى دول الخليج، ومن دون أن نعرف السبب الحقيقي وراء ذلك على رغم تكريم الوزارة لجميع المدارس العشر التي فازت بجائزة الشيخ خليفة، ونحن المدرسة الوحيدة التي فازت بجائزة الشيخ حمدان لم يتم الاكتراث لأمرنا"