ثار القلق يوم أمس الأول بين المواطنين من أمرين، الأول بعد شيوع خبر تلقي مدرسة بيان البحرين إنذارا عبر بريدها الإلكتروني، يفيد بوجود قنبلتين ستنفجران في وقتين مختلفين. الأمن عند البحرينيين أمر يجب عدم التفريط فيه، وخصوصا بعد المرحلة المريرة السوداء، التي لفت حياتهم طوال سنين عجاف كان قانون أمن الدولة مسلطا فيها على رقابهم. والأمر الثاني المقلق ما جرى في جلسة مجلس النواب، التي ارتدت أمس ثوبا مقيتا، وكأن مواقف هؤلاء النواب هو ما ينقص البحرين.
لم تمض سوى سنوات قليلة، على تذوق المجتمع البحريني طعم الأمان والاستقرار، على رغم الاختلافات الجادة بشأن ملفات لاتزال معلقة، لكن ربما الشيء الوحيد الذي يتفق فيه جميع البحرينيين، وجميع القوى "موالاة ومعارضة"، هو أن الأمن يجب عدم التفريط فيه. والسؤال المهم الذي طرح نفسه أمس: من من الدول الخليجية ستبقى بعيدة عن نيران الإرهابيين، وخصوصا بعد التفجير الأخير الآثم الذي ذاقت الشقيقة قطر مرارته، وربما يجب على الدولة أن تفكر بجد في إبعاد هذه النار لأن البحرين بلد لا تتحمل أبدا عملية إرهابية كبيرة، بيد أن الأمر المغضب أمس هو ما جرى في البرلمان، إذ استمر الاستياء العام من سوء إدارة جلساته، التي وصلت حدا لا يطاق، وكذا تخندق الكتل النيابية في ألوان ومواقف سياسية فاضحة، تبعث على الإحساس بالمرارة والضيم عند فئة كبيرة من الناس. ربما كان على النواب أن يتابعوا بقلق ما يجري في الجانب الأمني الخطير، بدلا من اللعب بالنار وإثارة النفوس الممتلئة أصلا. أحد المحللين قال في جلسة خاصة: "بئس ما يفعله برلماننا لنا... وقلوبنا على وطننا من الإرهابيين ومن موقدي نيران النفوس"
العدد 930 - الأربعاء 23 مارس 2005م الموافق 12 صفر 1426هـ