العدد 930 - الأربعاء 23 مارس 2005م الموافق 12 صفر 1426هـ

بين غيفارا النصر وغيفارا الهزيمة

"فصل جديد من رواية الهوان العربي"

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول، اتصل أحد القراء يسأل منزعجا: "آخر سطرين من مقالك اليوم "الثلثاء" هل هي نبوءة لمستقبل أفول حزب الله؟ فهكذا قرئ"! الحديث عن السيد حسن نصر الله حديث عن مرحلة مكللة بالمجد والعزة والشموخ، استطاع فيها هذا البطل أن ينكس رأس الجيش الذي لا يقهر، ويلحق به أول هزيمة طوال خمسين عاما. وللاسرائيليين عنده ثارات لن ينسوها، وعند الاميركيين ثارات مثلها، لم يخفها مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ريتشارد أرميتاج قبل عامين.

ومقابل سيد المقاومة وبطل لبنان وغيفارا العرب، يبرز لنا بطل من نوع آخر، في مرحلة التيه العربي، أول ما يتفتق عنه ذهنه "نظرية الهلال الشيعي"، ليحرض الأمة على قتال بعضها، في الوقت الذي يقدم اتفاق "الكويز" هدية مجانية لـ "اسرائيل"، في زمن "تقدم طوابير المهزومين وتعدد المنابر التي تبنت الترويج لثقافة الاستسلام" كما يقول فهمي هويدي.

مرحلة هوان شامل وسقوط مريع، فلا تستغربوا أن يتطوع فيها حكام مبتدئون لحمل لواء الدعوة للتطبيع الشامل مع عدو الأمة مجانا ومن دون مقابل. يقدمون المشروعات وتنقصهم الشجاعة للدفاع عنها فلا يحضرون القمم!

وأمس الأربعاء، نقلت صحيفتان صهيونيتان عن لقاء حميم استغرق نصف ساعة مع قادة الاميركيين اليهود في واشنطن، شن خلاله هجوما عنيفا على سورية وايران، واتهمهما بانهما تهددان الاستقرار في المنطقة. ونقلت "يديعوت احرونوت" و"ها آرتس" انه حذر من ان سورية وايران وحزب الله "تشجع الهجمات الارهابية على "اسرائيل" لشغل العالم عن حوادث لبنان"، واتهم الأطراف الثلاثة بانها "التهديد الرئيسي للاستقرار في الشرق الاوسط". وأوضح لليهود انه حذر شارون من "هجمات ارهابية مخططة". واستمرارا في سكة الوشاية نصح شارون "بالتحقق في حال وقوع هجوم، من مصدر حتى لا يتم الرد على الهدف الخطأ، ويجب تحميل حزب الله وليس الفلسطينيين مسئوليته".

كنا نظن أن هناك مبالغة في رد فعل العراقيين حين طالبوا بطرد السفير الأردني، احتجاجا على مجزرة الحلة والاحتفال "الشعبي" السخيف في الزرقاء بعرس "الشهيد" الذي قتل أكثر من 150 من مواطنيهم الأبرياء وجرح المئات، وكنا نظن أن ما نقرأه من مقالات "عراقية" حامية تصف الأردنيين بالحرامية والمتسولين، ودوس العلم الأردني ولطم صور الرمز الجديد بالأحذية وحرقها، لكن... ما هو الدور "البطولي" المرسوم للأردن في مرحلة الهوان والتيه العربي الجديد؟

لسنا بالمتشائمين، وانما من واجبنا أن نفضح المخدرين السائرين في ركاب "إسرائيل"، الساعين في تحقيق رغائبها، أكان بطلا من أبطال مرحلة الهوان الجديد، أو من يحاربون صوره في هذا الزقاق أو ذاك... يجمعهم النزف من بئر أحقاد مازالت تنز منذ خيبر

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 930 - الأربعاء 23 مارس 2005م الموافق 12 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً