غريب ما يحدث على أرض البحرين من تدمير لآثار شعوب وحضارات عاشت على هذه الأرض منذ آلاف السنين، ففي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم المختلفة إلى المحافظة على آثارها والاهتمام بها وبذل ملايين الدولارات في سبيل العناية بها وإعداد المواقع الأثرية وتهيئتها لاستقطاب الحركة السياحية، يحدث النقيض من ذلك في مملكة البحرين.
الآثار التي تزخر بها البحرين لا تقل أهمية عن تلك الموجودة في باقي دول العالم ذات الحضارة، فالبحرين على سبيل المثال تحتضن معابد باربار التي تعود إلى ما قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد، ويعتقد أن هذه المعابد شيدت لعبادة الإله انكي وزوجته نانخور ساك وابنهما إنزاك، وعلى رغم أهمية مثل هذه الآثار التي قال عنها رئيس جمعية الصداقة البحرينية البريطانية مايكل رايس في لقائه مع "الوسط" إنها "ربما تكون أكثر أهمية من موقع قلعة البحرين"، فإن السلطات المعنية بالآثار لا توليها أدنى اهتمام.
معابد باربار ليست وحدها التي تشكو من الإهمال، فهناك أيضا مسجد الخميس الذي يعتبر أقدم بناء إسلامي في البحرين، كما أنه من الآثار العريقة في منطقة الخليج، وكانت عدد من الجهات الأهلية في البحرين طالبت في وقت سابق بتفعيل دور مسجد الخميس بتحويله إلى مركز ثقافي لاستقطاب السياح مثلا.
قائمة الآثار البحرينية التي غابت عنها يد التطوير والاهتمام لا تنتهي بمعابد باربار ومسجد الخميس، فهناك الكثير والكثير من هذه الآثار التي تشكو من الإهمال، ونتمنى ألا يحدث ما توقعه الباحث التاريخي علي أكبر بوشهري في حديثه إلى "الوسط" بأن "يأتي يوم لا تبقى فيه أية آثار في البحرين". فهل من مجيب يستطيع وقف هذه الحملة الشرسة ضد آثار هذا الوطن العزيز؟
العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ