كانت الثورات الشعبية توصف إبان فترة الحرب الباردة بأنها "ثورات حمراء" وذلك كناية عن لون الدم الذي يسكب خلالها برصاص القمع وتعبيرا على العنف الذي كان يصاحبها من جانب القوى الثائرة على وضع أو أوضاع ما في بلد من البلدان، وقوات مكافحة الشغب والجيش في بعض الأحيان التي تتصدى لها دفاعا عن حكومات قائمة. واليوم ومع التحول الذي شهده العالم في ظل القطب الواحد وتحت وقع دعوات الإصلاح بتنا نشاهد ثورات هادئة ومنظمة وبالألوان كمان.
فانطلاقا من جورجيا وثورتها "الوردية" بزعامة ميخائيل ساكاشفيلي التي أسقطت حكومة ادوارد شيفرنادزه دون إطلاق رصاصة واحدة، امتدت ظاهرة "ثورات قوس قزح" لتشمل أوكرانيا التي شهدت أخيرا "ثورة برتقالية" قادها فيكتور يوتشينكو وأطاحت بحكومة ليونيد كوتشما. وقبل أيام تجمع العشرات أمام البرلمان في قيرغيستان منددين برفض اللجنة المركزية ترشح روزا اتونباييفا بعد أن سبق وتم قبول ترشحها، وارتدى المتجمعون قمصان "صفراء" وحملوا رايات باللون ذاته. وفسرت اتونباييفا استخدام اللون الأصفر بالرمز إلى ما يحمله من معنى الانتظار حسب إشارات المرور.
وأطلق اللبنانيون على الثورة التي انطلقت عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وأجبرت رئيس الوزراء الحالي عمر كرامي على الاستقالة "ثورة الأرز"، تيمنا بتلك الشجرة التي يعتبرها اللبنانيون رمزا لهم ولبلادهم. كما ظلوا يلوحون بعلم لبنان في كل مظاهرات الموالاة والمعارضة.
وأمس الأول رفع متظاهرون في القاهرة علم مصر لأول مرة في مظاهرة مناهضة لانتخاب الرئيس حسني مبارك لولاية خامسة قائلين إنهم استوحوا الفكرة من المظاهرات التي شهدها لبنان. وعقب الإفراج عنه بكفالة ظهر زعيم حزب "الغد" المصري المعارض ايمن نور وهو يضع وشاحا "برتقاليا" حول عنقه وهو يعلن عزمه خوض انتخابات الرئاسة. ترى ماذا سيكون لون الثورة المقبلة، وفي أية بقعة من بقاع الأرض ستقع؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 922 - الثلثاء 15 مارس 2005م الموافق 04 صفر 1426هـ