الوطنية ليست قميصا يرتديه المواطن اليوم، ويستبدله غدا، الوطنية انتماء إلى كل حبة رمل تحمل اسم البحرين، الوطنية هي روح تسكن في الجسد فلا تخرج منه حتى لو خرجت الروح التي تحركه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال انتزاع هذه الروح من الجسد، كما تنتزع الشعرة من العجين.
الجماهير الغفيرة التي شاركت في أيام عاشوراء، تمثل نسبة لا حاجة للإشارة إليها وتحديدها، لذلك لا يمكن الطعن في وطنية أولئك كلهم، و إلا فموقف الوطن يصبح حرجا، لمجرد التشكيك في ولائهم إلى الأرض التي ينتمون إليها، ثم إن ربط رفع الصور والأعلام بشعيرة عاشوراء أمر قد يعقد المشكلة أكثر، لأن أولئك المشاركين في تلك الشعيرة سيجدون أنفسهم مطالبين بالدفاع عن وطنيتهم، وهم ليسوا واحدا أو اثنين، وكذلك تفسير رفع صورة يعتقد رافعها أنها رمز ديني، يجب ألا يكون تفسيرا قد لا ينتفع الوطن منه.
أعتقد أن مملكة البحرين هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تبرهن للعالم وطنية شعبها، وانتماءهم للوطن وإذا كان الأمر ليس كذلك فإذا من الذي وقع على الميثاق، بنسبة لا يتجرأ أحد على مجرد التشكيك فيها، وبهذه النسبة استطاع الشعب والحكومة تجاوز حقبة لا أحد يريد عودتها، والأعراس التي رافقت تلك الأيام يصعب إزالتها من ذاكرة الوطن فهي محفورة وضجيجها لايزال باللهجتين الستراوية والمحرقية.
ما قاله السيد عبدالله الغريفي في كلمته أمس "من المؤسف أن نضطر للدفاع عن ولائنا للوطن بين الحين والآخر" كلام مخجل! نتمنى ألا يضطر الغريفي لطرحه مرات أخرى، وإذا كانت هناك مشكلة في رفع الصور، والأعلام، فمن حق الدولة معالجتها ولكن علاجها سيكون أنجع من دون جرح كبرياء الوطنية الذي يعتز به كل مواطن
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 917 - الخميس 10 مارس 2005م الموافق 29 محرم 1426هـ