ربما لا يختلف عاقلان على وجود تيار عريض من أبناء البحرين يقول بالفم الملآن: لا نريد صورا ولا شعارات تسيء إلى وحدة الشعب، ولا يوجد من يشكك فيما قدمه وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في الاجتماع مع المجلسين، ولكن الاختلاف كل الاختلاف أن يزج بموضوع وجود منازل في مدينة حمد تمت قراءة التعزية الحسينية فيها خلال عاشوراء، فالإشارة إلى ذلك لم تكن موفقة البتة، إذ السبب في حصول ذلك هو الطرف الرسمي وحده.
في زيارة جلالة عاهل البلاد المفدى لمدينة حمد العام ،2002 طلب الأهالي من جلالته تخصيص قطعة أرض لبناء مأتم لإقامة مراسم التعزية، ووافق جلالته ونشرت الصحف المحلية ذلك، كما نقل تلفزيون البحرين هذا الأمر. نحن الآن في العام ،2005 أليس غريبا أن تشير الدولة إلى مراسم التعزية في بيوت بمدينة حمد، وهي التي لم تنفذ وعدا ملكيا؟ فأين هو ذلك المأتم؟ ألم يناقش المجلس الأعلى للشئون الإسلامية موضوع تخصيص أرض لبنائه، فكم مضى على ذلك؟ السؤال مجددا: أين هي قطعة الأرض الموعودة، ألا نتغنى جميعنا وأولنا الدولة بحرية ممارسات الشعائر والمعتقدات في البحرين، فأين هذه الحرية في مدينة حمد؟ نحن واثقون أن الحكومة لا تمانع في إنشاء مأتم هناك، فلم لا تسرع في إجراءات تخصيص الأرض لكي لا يقوم المواطنون بممارسة الشعائر في بيوتهم؟
إن الناس أحرار في ممارسة معتقداتهم، وربما لا يختلف على ذلك إنسان يؤمن بمبدأ حقوق البشر، وليس هناك من يعتقد أن الناس سيتوقفون عن ممارسة شعائرهم الدينية إذا لم تسمع الدولة لمطالبتهم بإنشاء مأتم
العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ