لاشك أن الرقابة البيئية تبذل جهودا مشكورة في تقفي مخالفات أصحاب المصانع والشركات فيما يتعلق بتلوث البيئة، ولكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقال، اليد الأخرى التي يجب أن تعمل هي يد الجهات الأخرى حكومية كانت أم خاصة.
في مجال الحفاظ على البيئة ليس هناك من جهة مختصة، الكل في هذا المجتمع مختص: الأسرة، عامل البقالة، الموظف في مكتبه، العامل في معمله، والشرطي في قسمه.
الواضح من ذلك أن الكثير من الجهات مازالت تنظر إلى موضوع البيئة على أنه يعني النظافة ورفع القمامة من الشوارع وإذا تعدى الأمر ذلك فهو يعني تدخل أصحاب الاختصاص، وهنا بالضبط تكمن المشكلة: ليس هناك من جهة اختصاص تقدم الدعم أو المساعدة أو على الأقل تقوم بواجبها بالتعاون مع الإدارة العامة لحماية البيئة، إذ إن الكل يعتقد أنه مادام الأمر متعلقا بهذه الإدارة فهي التي تتولى كل شيء وليس هناك من داع أو ضرورة لـ "وجع" الرأس.
إن المحافظة على البيئة ليست كما قلنا من اختصاص أحد بل هو اختصاص الجميع لأنه ببساطة يهم الجميع في جيده وسوئه.
صحيح أن التوعية بالمحافظة على البيئة تحتاج إلى عامل الزمن لكي تتضح بها الصورة لدى الناس، ولكن الصحيح أيضا أن الجهات الحكومية والخاصة يجب أن تعمل معا لتختصر هذا الزمن ولتجعل هذا الوعي قابلا للتطبيق.
أما كيف نفعل ذلك فهو أمر في غاية البساطة: أن تكون الإدارة العامة للبيئة هي الخيمة التي يجب أن تعمل تحتها كل الجهات الرسمية منها والأهلية
العدد 906 - الأحد 27 فبراير 2005م الموافق 18 محرم 1426هـ