العدد 906 - الأحد 27 فبراير 2005م الموافق 18 محرم 1426هـ

آمل ألا يؤدي اغتيالالحريري إلى عمل عسكري ضد سورية

الأمير الحسن في حديث صحافي :

تمام أبو صافي comments [at] alwasatnews.com

أعرب الأمير الحسن بن طلال، ولي عهد الأردن السابق عن أمله في ألا يؤدي اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري والاتهامات الاسرائيلية لسورية الى عمل عسكري ضد سورية.

وقال الأمير الحسن في تصريحات للصحافيين على هامش ندوة "الوسطية بين التنظير والتطبيق" التي افتتحها أمس بفندق الشيراتون بالمنامة إن الحديث عن انسحاب القوات السورية او إعادة انتشارها في لبنان امر طبيعي وشأن لبناني/ سوري، لكنه أعرب عن امله في ان لا يؤدي اغتيال الحريري الذي وصفه بانه "مأساة" الى نشوء خلاف سوري ولبناني يتعدى اشكال التهم التي توجه من هنا وهناك. واستبعد الأمير الحسن ان تقوم واشنطن حاليا بتوجيه ضربة عسكرية لإيران قائلا إن هناك "طمأنة" من خلال جولة الرئيس الأميركي الأوروبية وتفاؤلا من قبل إيران بنجاح المفاوضات مع دول الاتحاد الاوروبي. لكنه أكد: "دعونا لا نستبق الاحداث وآمل ان يكون هناك اتفاق بين إيران والدول الأوروبية في شهر مارس/ آذار المقبل". وفيما يلي نص الحوار مع الامير الحسن:

هل تعتقد ان هناك احتمالا لتوجيه ضربات استباقية لإيران من قبل الولايات المتحدة أو "اسرائيل" أو حتى ضربة مماثلة لسورية؟

- بالنسبة لموضوع إيران فهنالك أمل بان يأتي شهر مارس المقبل باتفاق بين الدول الوسيطة الثلاث "بريطانيا وفرنسا والمانيا" وهنالك تفاؤل من قبل المفاوض الإيراني اعلن عنه السيد حسن روحاني وهناك استخفاف اميركي بخيار استخدام القوة ما دامت هذه المفاوضات قائمة. لكيلا نستبق الحدث وهو ايجاد اتفاق بين إيران والحكومات الوسيطة.

اما فيما يتعلق بسورية فالامل الا يصعد الموقف في الأعمال العسكرية، واقول بطبيعة الحال إن أية مبادرة سياسية والمطالبة بالاستقرار وايجاد المفهوم الشامل للسلام في المنطقة لابد ان تعرقل بالحوادث التي جرت داخل الاراضي المحتلة و"اسرائيل" وتوسعت الى داخل هذه الدائرة وقد تغير من اطار الحديث عن السلام. أيضا الاصرار الأمني الدولي على مكافحة الإرهاب والحرب على الارهاب تأتي من احساس إنساني صعوبة الاستمرار في المسار التفاوضي.

كيف تنظرون لعملية السلام بعد التطورات الأخيرة وخصوصا الهدنة بين "اسرائيل" والسلطة الفلسطينية وما هو تأثير العملية الاخيرة برأيكم على فرص المفاوضات بين الطرفين؟

- هناك موضوعان لابد من ايجاد صورة التكامل بينهما، موضوع الاجماع العربي وقمة الجزائر المقبلة واعتقد ان كل انسان حريص على السلام الشامل والدائم، يأمل من ذلك المؤتمر ان يخرج باحياء المبادرة العربية الجامعة، والتي اطلقت عليها مسميات مثل مبادرة الملك فهد وثم مبادرة سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية لان هذا الشمول اساسي اذا اردنا التركيز على ما يجري حاليا فهناك تشتت للفكر.

ما جرى من حوادث في لبنان والحديث عن الانسحاب للقوات السورية او اعادة انتشارها هو امر بطبيعة الحال لبناني- سوري ولكن في جانبه الدفاعي جزء من مفهوم الدفاع المشترك العربي والامن القومي، فهل توصلنا الى مرحلة تلغي اسباب مثل هذا الانتشار؟ لا اتحدث عن الشأن الداخلي اللبناني ولكنني اتحدث عن البعد الأمني والمنظومة الأمنية.

ثانيا، نسمع الان اتهامات اسرائيلية لسورية وهل تمهد تلك الاتهامات لعمل عسكري، وهي نفس التهم التي وجهت الى إيران. واقول بهذا المجال إن هناك طمأنة من جولة الرئيس الاميركي ولقاءاته برؤساء بريطانيا وفرنسا وألمانيا دلت على ان هنالك تهدئة نسبية لما يجري من حديث بين طهران وعواصم الدول الثمانية الصناعية.

لن اخرج عن موضوع سؤالك عند الاشارة بالنسبة لإيران لانه من الواضح جدا ان موضوع الحل الشامل لا يشتمل فقط على سورية ولبنان ومصر والاردن دون الدول الموقعة في مؤتمر اوسلو إذ المسار القادم الذي من المؤمل ان يؤدي الى الوضع النهائي ولكن اذا اردنا التحدث عن الوضع الدائم فلا بد من الاجابة الواضحة على القضايا العالقة وما تبقى من نقاط ساخنة وقضايا جدلية كامتلاك اسلحة الدمار الشامل في المنطقة التي كانت سببا في التدخل الاميركي في العراق.

أقول إننا في مخاض الان بين الاصرار في الارادة السياسية على المسارات السياسية وبين الحوادث التي قد تفسر تبعات لما سبق من انتفاضة عسكرية ومواجهات عسكرية بين الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والجيش الاسرائيلي، وقد تفسر بانها بدايات لاعمال عسكرية على نطاق اوسع وهنا بطبيعة الحال التخوف الاساسي ولكنني اعبر كغيري من المواطنين في هذه المنطقة من العالم عن خيار الامل بان يكون الخيار نحو المزيد من الاستقرار في حل المشكلات العالقة بين الدول للتفاوض والا في اعتقادي ان شرذمة المنطقة وعصفها من الداخل سواء عرقيا أو مذهبيا، ثم بلقنتها قد يشكل البديل للتعاون بين الدول العربية والاسلامية.

هل انت متفائل بالنسبة للعراق خصوصا بعد الانتخابات والمساعي الجارية لتشكيل حكومة وصوغ دستور جديد؟

- كما ذكرت أن الذهاب الى صندوق الاقتراع بحد ذاته انجاز ولكن سيبقى إنجازا اعزل اذا لم يستكمل الحوار الوطني بين جميع فئات الشعب العراقي سواء على صعيد الطيف السياسي اوالطيف العرقي اوالمذهبي.

وعند الحديث عن المذهب نرى ان الإنسان يؤمن حقيقة ان هناك افتعالا كبيرا فيما يقال عن الاختلاف بين السنة والشيعة، وكما ذكرت في كلمتي لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة واعتقد اذا كان هناك خلاف منطلقه الرغبة في السيطرة ، هنا حقيقة الازمة في وطننا العربي بصفة عامة اقول ان المنطلق الاخلاقي في التعامل يقتضي الاعتراف بان الدين لله والوطن للجميع واملي ان تتجه القيادات العراقية نحو الحوار الوطني في وقت قريب خصوصا ان وضع الدستور وصوغه على الابواب واعتقد انه سيكون من الصعب دون وجود هذا الاتفاق.

كيف ترى الوضع الحالي في لبنان هل يمكن ان يكون مقدمة لضرب سورية مثلا؟

- أملي كبير في موضوع الهلال الخصيب كتسمية تاريخية تعود لما كان عليه، وكلنا نأمل بالتكامل والتكافل بين الدول العربية، ولكنني اقول التكافل المستقل بطبيعة الحال. سورية تحترم استقلال لبنان وسيادتها ولبنان تحترم استقلال سورية وسيادتها.

وأملي كبير بالا تؤدي المأساة في اغتيال الشيخ الشهيد رفيق الحريري الى إنشاء خلاف سوري ولبناني وان يتعدى الى اشكال التهم التي توجه من هنا وهناك، واذا نظرنا في الاعوام القليلة القادمة الى ما كان عليه الوضع في الماضي هل سنقول ان اكبر كارثة في العلاقات العربية كانت ان العرب اختلفوا وافترقوا نتيجة افعال من صنع اياديهم؟ انفعالات وعواطف، وماذا سوف يكون الحكم علينا جميعا قياسا بما نواجه من تحديات وخصوصا عند الحديث عن الشرق الأوسط الكبير و"اسرائيل" الكبرى وما الى ذلك من اتهامات.

قضية الارهاب والتهم الموجهة للعرب، كيف يمكن ان يتم التعامل مع قضية العرب، يعانون منها وبنفس الوقت هم متهمون بها؟

- اقول إن قضية الارهاب درست من قبل الامم المتحدة بلجان متخصصة مكلفة من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وأنا شخصيا احد الخبراء المدعوين للمشاركة في احياء برنامج مؤتمر دربن لعدم التمييز

واعتبر الارهاب هو شكل من اشكال الكراهية للعرب والخوف من العرب، وقلت بصراحة إن الكراهية الموجهة تعبر عن نشاط اللوبي البهودي في موضوع الكراهية ضد الساميين واللاسامية وفي مؤتمر المنظمة الدولية للامن والتعاون في بروكسل تعرضت بكل وضوح الى الكراهية لاميركا ولاوروبا والكراهية للغرب ولكن أيضا اعود مرة ثانية واطرح المعادلة من هذا الجانب وهو اذا كان للاميركان ان يوجهوا سؤالا لانفسهم لماذا يكرهوننا اليس من واجبنا ان نطرح السؤال على انفسنا ونقول لماذا يكرهنا الاميركان؟ وحقيقة أشعر بالوحدانية عندما احاول ان اعبي جزءا من الكرسي الشاغل العربي في المؤتمرات والحورات الدولية.

هل يمكن اعتبار هذه الندوة وعنوانها عن الوسطية نوعا من المحاولة لدرء التهم الموجهة للعرب بالتطرف؟

- كما ذكرت قبل اسابيع هناك استقطاب بين الاسلاميين، واذا اردنا التحدث عن الساحة الاسلامية نجد ان الاسلاميين يصلون الى الحكم من خلال الانتخابات ولا بد من ان يتضح ان هناك حركات اسلامية او اسلامية ديمقراطية قبلت بممارسة الديمقراطية ووصلت الى البرلمان وهذه بطبيعة الحال سنة الاشياء، ومن الصعب القول إن هنالك ديمقراطية تستدعي تيارات معينة وجماعة من الناس وانما هناك انماط اخرى ايضا من مدارس التكفير على سبيل المثال التي لا تقبل الحوار اصلا والمسالة هنا ليس تحسين صورة العرب والمسلمين، هي ليست علاقات عامة ولا قضية او رسالة انما قضية الاغلبية المثقفة الواعية المدركة من العرب والمسلمين التي تعيش في الخارج. هنالك ملايين العرب والمسلمين الذين هاجروا من بلادهم العربية لاسباب من بينها شعورهم بان ليس لهم فرصة في مجتمعات لا تحترم الكفاءات وعندما يبدعون في اوروبا واميركا يبدعون من خلال قدراتهم الذاتية فاولا العربي والمسلم مبدع اذا وجد المناخ المناسب، ثانيا العربي والمسلم قادرعلى المشاركة وهنالك 150 مليون مسلم يشكلون الاقلية في الهند ورئيس الجمهورية عالم ذرة وهو مسلم واقول إن المساهمة لدول جنوب آسيا التي تشكل الثقل السكاني في العالم الإسلامي بما في ذلك باكستان وبنغلاديش اضافة الى اندونيسيا، نموذج لا بد من دراسته في غرب آسيا. واقول إن هذا النموذج قائم على الاحترام المتبادل واقول أيضا اننا نفتعل احيانا مواجهات مثل المواجهة الدموية المؤسفة في الحرب العراقية - الإيرانية على سبيل المثال وهذه المواجهات ترتد علينا. وهنالك ثلاث مراحل من الحوار هي الحوار مع الذات داخل المجتمع العربي والحوار مع الآخر العربي والمسلم ومن ثم الحوار مع العالم، وهذا ليس بمقدور الحكومات بمفردها القيام به.

هل هناك امكان لتقديم مبادرة منكم شخصيا عن ما يجري في لبنان؟

- إن الامر لا يخلو من ذلك ولكن ليس من الحكمة ان اتحدث عن هذه المبادرات في اطار التنقل الدبلوماسي لمسئولين بين العواصم العربية والقمة العربية، ولا اريد ان اتطفل، ولكن اذا كان هنالك مجال للمبادرات فهذا نمط مألوف بطبيعة الحال بين الدول العربية في مناطق مختلفة من العالم. واشكرك على الثقة.

لكن بماذا تنصح في هذا الصدد؟

- أعتقد ان المبادرات يجب الا يسبقها الاحكام والتصريحات، إذا كان هنالك مبادرة جادة فيجب ان تكون مثل هذه الاقتراحات جزءا منها

العدد 906 - الأحد 27 فبراير 2005م الموافق 18 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً