العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ

آخر شموع الهيئة

عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

الحاج إبراهيم بن محمد حسن فخرو، رمز قيادي بارز في هيئة الاتحاد الوطني، تاريخه النضالي حافل بالمواقف المشرفة ومليء بالتضحيات، من تشريد ومطاردة وسجون. قضى معظم حياته في الكفاح من أجل الوطن ومصالح الشعب العليا.

انخرط في الصف الوطني منذ شبابه، عاصر وشارك في معظم التحركات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها أوال، ابان الحكم الاستعماري البريطاني البغيض. عرفه شعبنا الوطني وأحبه وقدر له مواقفه الشجاعة في أصعب مراحل تاريخ البلاد السياسي، والتي اتسمت بالدم والعرق والدموع والتضحيات الجسام.

حارب الاستعمار البريطاني بلا هوادة ولم يتخل عن مبادئه الوطنية، بعكس بعض الانتهازيين، الذين تسربوا إلى الحركة وتعاونوا مع المستعمر وركبوا الموجة من منطلق مسك الحبل من الوسط، وتم شراء ذممهم بأبخس الأثمان.

كان رحمه الله يؤمن بوطن واحد للجميع من دون تمييز، كان ينبذ الطائفية والمذهبية، دعوته الدائمة كانت وحدة الوطن وتلاحم جميع فئات المجتمع. لم يرضخ ولم يتزعزع عن مواقفه إلا لما يمليه عليه عقله وضميره. أبى أن ينحني أمام نظام ظالم مستبد، لقد صمد وتابع نضاله ببسالة وشموخ لتنظيم صفوف الجماهير والسعي الحثيث نحو الحرية والديمقراطية وشعب سعيد، من خلال التزامه التام بنهج الهيئة ومواثيقها.

شخصيا لم أعرفه، سوى أنني كنت أشاهده كغيري من الأطفال في أماكن التجمعات الجماهيرية التي كانت تدعو إليها الهيئة وخصوصا في مصلى العيد "حاليا جامع الفاروق" بالمنامة، إذ كان والدي رحمه الله يخبرنا بأسماء القادة آنذاك.

لي شرف كبير أن أذكر هنا أنه على رغم عدم معرفتي به شخصيا، فإنني تحدثت معه هاتفيا في السبعينات من القرن الماضي وأنا في المنفى الإجباري في الكويت وعرفته بنفسي. استقبلني هاتفيا بكل ترحيب ورقة ومحبة أبوية، وقدم لي نصيحة الأب لابنه قائلا: "إنكم أيها الشباب فخر هذا الوطن وأنتم امتداد لشعلة الهيئة والحركة الوطنية بمجملها، سيروا على الدرب ولا تدعوا اليأس يتسرب إلى نفوسكم حتى تتحقق آمال شعبنا في الحرية والديمقراطية". لقد كان لكلماته وقع كبير وأثر بالغ على نفسي لما احتوته من عزم وحيوية الشباب على رغم السنين الطويلة.

ان إبراهيم فخرو مدرسة لمن يريد أن يتعلم الصبر والمثابرة وموسوعة لمن يبحث عن معاني نكران الذات والإخلاص وحب الوطن.

أيها الأب المناضل، لقد عشت بيننا مكافحا شريفا ووفيا وغادرتنا وأنت تحمل معك أوسمة العزة والكرامة.

رحمك الله يا أستاذي الكبير، ثق بأننا سنبقى ملتزمين بمبادئك ونهجك الوطني الثابت للأبد.

كاتب بحريني

العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً