تناولت في الأسبوع الماضي وظائف الأبناء ووظائف الآباء التي يقومون بها وتعوق حدوث التوازن المطلوب في أداء الأبناء واجباتهم الدراسية. .. بقي أن نذكر كيف يعوق المدرسون حدوث ذلك التوازن المثمر الذي ينمي لدى الأبناء تحمل هذه المسئولية المهمة.
وهي الآتي:
1- أن يحاضر المدرس الطالب ويحثه أو يجبره لكي يقوم بأداء الواجب المدرسي.
2- تذكير الطالب عدة مرات لكي يهتم بدروسه.
3- يضع المدرس للطالب وقتا إضافيا أو أن يمنحه عدة درجات أو فرصا أخرى لكي يؤدي خلالها واجباته.
4- يجعل الواجب أكثر سهولة على أمل أن يقوم به الطالب في وقته.
5- يطلب من الأب والأم أن يشاركا أكثر في مساعدة ابنهما لكي يحل واجباته المدرسية.
6- يوفر مكافآت خاصة للطالب لكي ينهي واجباته المدرسية.
- يشعر أنه مسئول عن فشل الطالب في فصله.
إن مشكلة عدم التوازن في أداء الأدوار بالنسبة إلى أداء الطالب واجباته المدرسية في البيت تصبح مزمنة إلى درجة لا يلاحظها الآباء ولا الأبناء ولا المدرسون... لأنها تتسلل تدريجيا في ذلك النظام بطريقة لا شعورية... وعندما يكتشف الآباء المصيدة التي وقعوا فيها والتوتر الذي يحدثه عدم إحساس أبنائهم بمسئولية أدائهم واجباتهم المدرسية يكونون ساهموا لا شعوريا في توطيد روح اللامسئولية لدى أبنائهم بالنسبة إلى هذه الواجبات.
شعرت والدة فواز بالحيرة وهي تجلس مع الخبير التربوي أثناء شرحه لها ما يعوق اعتماد ابنها على نفسه في هذا الأمر. فسألته:
"هل معنى هذا أنني ووالده كنا مخطئين عندما كنا نذكره بأداء واجباته أو كنا نساعده في إنجازها".
أجابها الخبير: "طبعا... لكنك تستطيعين تعديل ذلك بتوزيع الأدوار بينكما وبين ابنكما ومدرسيه بطريقة أخرى تجعله مسئولا عن واجباته... عليك أولا ألا تقومي بأداء واجباته عنه... والقيام بالدور المطلوب منك فقط... إذ ما فائدة الواجب المدرسي للطالب إذا قام به والداه بدلا عنه أو لم يشعر بالمسئولية تجاهه؟".
ردت الأم: "لكني إذا لم أساعده فلن يؤديها".
قال الخبير: "أعلم ذلك... لكنه لن يبدأ بالشعور بمسئوليته إلا إذا تحمل عواقب إهماله في النظام الذي ستضعينه له أنت ووالده لكي يتحمل مسئولية أدائه هذه الواجبات... إذ كل ما يفعله الآن هو تحمله لحثكما ومحاضراتكما ثم يصبح حرا فيما يفعل لا يتحمل نتيجة إهماله في أداء تلك الواجبات".
وكان الخبير بينه وبين نفسه يعذر الأم والأب على ما قاما به في الماضي لأن المدرسات كن يحثانهما لكي يساعدا ابنهما على أدائه واجباته... ولم يعلمهما أحد ما هي الحدود التي عليهما الوقوف عندها في مساعدتهما لابنهما... وانتبه على سؤال الأم:
"والآن كيف يمكننا أن نجعله يحتمل هذه المسئولية؟".
قال الخبير: "وهذا ما سأعلمكما القيام به ليحدث التوازن المطلوب لكل طرف من الأطراف الثلاثة: ابنكما وأنتما ومدرسيه... إن واجب الوالدين يتحدد في أن يكونا عاملا ميسرا ومشجعا وداعما فقط... أي دورا مختصرا أهم ما يقوم عليه أن يحددا الحدود التي على ابنهما الالتزام بها... ما عليهما إلى جانب ما ذكرت إلا أن يوفرا له ما يحتاج إليه فيما عهد إليه من واجبات مدرسية... لكن وظيفتهما تقف عند ذلك الحد فقط والباقي يقع على عاتق الابن القيام به".
علقت الأم قائلة: "علينا إذا أن نصع له وقتا محددا ومتتابعا... ومكانا معينا يقوم فيه بأداء واجباته المدرسية" سأل الأب: "وكيف سيفرق ذلك عما كنا نقوم به من قبل لكي يشعر فواز بالمسئولية؟".
قال الخبير: "هذا سؤال جيد سأجيب عليه من خلال تحديد الأوقات والأماكن لكي يؤدي الابن واجباته في نظام التوازن في الأدوار بالنسبة إلى أداء تلك الواجبات مثلما شرحت ذلك من قبل".
عندما يختار الآباء الوقت المناسب ليؤدي أبناؤهم خلاله واجباتهم الدراسية عليهم أن يضعوا ثلاثة اعتبارت أمام أعينهم.
أولا - اختيار الوقت المناسب الذي يمكن للأبناء الالتزام بأداء الواجبات خلاله يوميا... الواجب المدرسي يجب أن يكون روتينا يوميا وعادة على الأبناء القيام بها بشكل منتظم... بهذه الطريقة نكون نحن الآباء قد ساعدنا أبناءنا على تطوير عادات أداء الواجبات المدرسية... وكلما بدأ الأبناء أداء واجباتهم خلال اليوم بشكل مبكر سيكون ذلك أفضل لأنهم يكونون أكثر انتعاشا وذكاء من أن يبدأوا متأخرا... وسيكون لديهم دافع لأن ينتهوا سريعا لكي يشاهدوا أفلامهم المفضلة في التلفزيون أو قراءة كتاب أو اللعب مع الأصدقاء... كما أن أداء الأبناء للواجبات ليلا لا يدع للآباء الفرصة لكي يعاقبوهم ليتحملوا نتائج أفعالهم.
والوقت المناسب يكون بين 4,30 و5,30 عصرا وبذلك يتمكن الطفل من تعلم وضع خطة ليدير بها أداءه لواجبه... وسيوفر لكل من الآباء وأبنائهم وقتا ممتعا معا من دون توتر والحاح من الآباء على أبنائهم لكي يؤدوا واجباتهم المدرسية... وإلى الحلقة المقبلة لنكمل الخطة
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ