يمثل مقتل الإمام الحسين بن علي "ع" قبل حوالي من 1400 سنة قمة التضحية من أجل رفعة الإسلام والمسلمين، وهو درس يجب أن يستوعبه الجميع من أجل العمل والتضحية بالنفس والمال من أجل رفعة وطنهم، ومن ضمن ذلك العمل بإخلاص والابتعاد عن الغش والظلم وهي الأسباب نفسها التي قامت من أجلها ثورة الحسين، فلا فرق بين من يسرق بيضة أو يسرق جملا ومن يظلم شخصا أو جماعة، فهذا وذاك شارك في هدم المبادئ التي يقوم عليها الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى المساواة ورفع الظلم عن الضعفاء. وهذا يجرنا إلى الحديث عن تقارير تتحدث عن التلاعب ببعض أموال المؤسسات الإسلامية وكذلك الوطنية، والازدواجية في التعامل معها، فالبعض يبكي لمقتل الحسين في الصباح ويسرق الأموال المخصصة له في الليل، والبعض الآخر يبكي على أموال الدولة في الليل ويسرقها في الصباح سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من دون حسيب أو رقيب. فالأحرى بنا ونحن نعيش هذه الأيام الحزينة والخالدة أن نستعيد "على الأقل" بعضا من أهداف ثورة الحسين ومقتله هو وجميع أصحابه، وأن نعمل على كسر موجة الفساد التي تنخر في المجتمع فلا يمكن أن يتطور مجتمع أو عنصر أو تقوم له قائمة وهو مبني على "شفا جرف هار" من الفساد وظلم العباد! فالكثير من البحرينيين مازالوا ينتظرون الفرج للحصول على مسكن، وآخرون يبحثون عن فرص عمل وإن وجدوها فيعاملون كما تعامل الحيوانات. وفي حين يتغنى البعض بأمواله وعزه في وطن صغير لا يجد البعض الآخر من المواطنين والأجانب القاطنين في المملكة الحبيبة إلا ما يسد الرمق. قبل ليلة قال أحد البحرينيين إنه لم يسدد راتب الخادمة الأجنبية التي تخدم في منزله لمدة تزيد على ستة أشهر! ويريدها أن تستمر في عملها لمدة عامين بحسب الاتفاق. جدير بنا ونحن في أيام الحسين أن نلتفت قليلا إلى مبادئ ديننا الحنيف، إذ ان مثل هذه الأعمال التي تصدر من بعض المسلمين هي قمة الظلم الذي رفضه الحسين وضحى من أجله
العدد 895 - الأربعاء 16 فبراير 2005م الموافق 07 محرم 1426هـ