ضرب من الأمل مثلما هو ضرب من اليأس ألا يعي الإنسان وبعمق موضوعتهما معا. .. والطريق مع الأهداف المؤدية اليهما... يظل الأمل يأسا اذا ما جاء مشبعا بالإتكاء وتغييب الحركة والسعي في توجيه مسارات أو تغييرها... ويظل اليأس أملا في الذهاب الى النقيض من كل ذلك... أن يستشعر الإنسان حاجته إلى التغيير ضمن مفهوم منتج ومختلف ومغاير.

كل ثورة هي محاولة أخرى لجعل الحياة أكثر قابلية للعيش فيها وضمن الشروط التي يضعها الإنسان لتأكيد تميزه وفرادته عن بقية المخلوقات... كل ثورة نص فيه من بلاغة السعي أكثر من بلاغة أدبياتها... اذ ما يلمس ويعاين على الأرض هو خير معبر ومقدم لها.

هل نحتاج لأن نتوقف طويلا أمام صور ومشاهد في كربلاء ظلت حتى يومنا هذا قابلة لإعادة القراءة والنظر والتأمل والفحص؟ لنتمعن جيدا في "عرس" تتم اجراءاته وتجهيزاته في ظل ظرف زمني ومكاني ليسا عاديين على الإطلاق... في ظل موت محدق ... ومكان موحش لا يبعث على الأمل... على الأقل ضمن الممعنين في ترابيتهم وأرضيتهم. أليس العرس ضمن تلك الظروف والاشتراطات المفروضة عليها يعد ضربا من السخرية من الموت واستخفافا بالحياة حين يراد لها أن تستمر ضمن اشتراطات الطغيان القائم؟ وهل تعد حياة ضمن كل ذلك؟... أليس الموت وبالخيار الواعي والمبصر هو في الصميم من الحياة ضمن توفر الإرادة والخيار وعافية المنطلق؟

يأخذنا السفر اليك... تأخذنا الكرامات المهدورة على أكثر من تراب في الأزمنة المعلبة والإرادات المعلبة والمنطلقات المعلبة... يأخذنا سفرك الآخر الى الله... سفرك الممعن في تراكم مزيد من حرية الخيارات وحرية المنطلقات... سفر آلك في فيافي لم تدخر جهدا لإطفاء شعلة متوقدة كتب الله أن تظل قائمة... باقية ما بقي الدهر