شهدت الفترة الماضية وتحديدا الثلاثة الأيام الأخيرة مواقف وحوادث كل لها طعمها الخاص ولكن جميعها تصنف ضمن باقة "الغزل" سواء كان سياسيا دبلوماسيا أو عاطفيا رومانسيا، وأول شخصية خاضت أبرز فصول الحكاية وعقب صراع طويل دام عددا من السنوات هما العشيقان اللذان تجاوز عمرهما 50 سنة، الأمير تشارلز والدوقة كاميلا بعد غرام تسبب في انفصال تشارلز من طليقته الراحلة أميرة ويلز ديانا إذ اكتسب حدث عزمهما القران أهمية على مجمل الحياة بل طغت حتى على اهتمام البريطانيين أنفسهم مقارنة بتتبعهم لأمر الانتخابات المقبلة التي تصادف يوم الخامس من مايو/ أيار أي بعد زواج العشيقين بشهر تقريبا في 8 أبريل/ نيسان.

وتزامن زواج العشيقين مع ما يسمى بعيد الحب "الفالنتاين" ذاك القديس الذي صارع لأجل بث قيمة مبدأ الزواج واقتران الأحبة... لكن في النهاية يصلب لدعوته بجمع الأحباء أبان الحضارة الرومانية حتى تخلد ذكراه إلى يومنا هذا كل عام في يوم 14 فبراير/ شباط.

لكن الغزل الحقيقي الذي طغى وكسر جمود النمط الدبلوماسي السياسي هو ما قام به وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد حينما أثار الضحك والسخرية لاستمالة القلوب الجافية تجاه عنجهية بلاده وموقفها الأحادي المخالف للشرعية نحو خوض حرب العراق الأمر الذي أثار غضب ثلاث دول صنفت آنذاك بأنها معارضة للغزو بذريعة امتلاك النظام المخلوع أسلحة دمار وهي "روسيا وألمانيا وفرنسا" وخصوصا حينما جدد رامسفيلد حضوره لمؤتمر الأمن والسلام في ميونيخ وأطلق مفردته "أوروبا العجوز والقديمة" على أولئك المعارضين للحرب ولكن اليوم انقلب السحر على الساحر ووقف الشخص نفسه أمام مئات الشخصيات ليضفي جوا بعيدا عن حال الاحتقان والغضب المكتوم نحو أميركا ويوصف نفسه بأنه "رامسفيلد القديم" كطلقة رصاصة في وجه العدو ولكن بسياسة الدفاع المباغت بهجوم يغلب الطرفة والمرح لاستمالة قلوب الفاريين.

فغزل رامسفيلد على دول حلف "الناتو" وطلبه للعون في سياسة بلاده في حرب الإرهاب هي خطوة ارتأى التعاون منها سبيلا لا مفر من تحقيق غايته المنشودة. يا ترى مع استعراض لثلاثة نماذج لأنواع الغزل أي الأنواع منها أكثر قبولا في الحياة في حين أنه أيا منهما له تأثير كامن وخفي على مسرى حياتنا حتى وان كنا نحن غافلين عما يجري في دهاليز السياسة