العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ

اليوم إقالة... وغدا حرب أهلية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

إن الإفراط في التفاؤل الذي صاحب قمة شرم الشيخ أخيرا كان غير مبرر. فطالما عقد زعماء إسرائيليون وفلسطينيون سابقون في المنتجع المصري اتفاقات سلام لم يكتب لها النجاح والاستمرارية.

والآن أصبحت الهدنة الإسرائيلية الفلسطينية مهددة بالانهيار قبل أن يجف مدادها وذلك بالاعتداء الذي ارتكبه جيش الاحتلال على الفلسطينيين، ما استوجب رد الفصائل عليه بقصف المستوطنات اليهودية.إلا أن القرار الذي اتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" بإقالة ثلاثة من قادة الأمن ليس له ما يبرره أيضا. فماذا بوسعها أن تفعل الشرطة الفلسطينية التي هي أضعف من الفصائل المتعددة من جميع النواحي اللوجستية والمعنوية. فإذا كانت "إسرائيل" نفسها التي تملك جيشا وسلاحا فتاكا تستطيع أن تحارب بهما الدول العربية مجتمعة في آن واحد لم تستطع أن تجاري عزيمة الفصائل الفلسطينية على مقاومة الاحتلال فهل تستطيع الشرطة المحلية قليلة العدة والعتاد أن تكبح جماحها؟

إن ما حدث من تهديد للهدنة الحالية ليس سببه تقصير قادة الأمن الفلسطيني ولا حتى من مسئولية الفصائل ولكن جاء كنتيجة مباشرة للعدوان الذي مازال جاثما على الأرض. وطبعا لا يتوانى الإسرائيليون في معالجة الأخطاء بأخطاء أخرى حينما قرروا إرجاء اجتماع كان مقررا مع الجانب الفلسطيني لاستكمال محادثات بشأن إطلاق مزيد من الأسرى وحماية من تصفهم "إسرائيل" بالمطلوبين لديها ووضع خطة للانسحاب من المدن.

أخشى ما يخشاه المرء أن يرتكب "أبومازن" أخطاء جسيمة أكبر من إقالة القادة الأمنيين وذلك بتوجيه الأمن الوقائي وكذلك الأجنحة المسلحة التي تؤيده في حركة "فتح" بضرب المقاومين وملاحقتهم في كل مكان، ما يهدد باندلاع حرب أهلية حاول الزعيم الراحل ياسر عرفات بحكمته وصبره تفاديها، ونجح في ذلك الأمر الذي أكسبه احترام جميع الفلسطينيين. لكن توجه "أبومازن" الحالي الذي جاء عقب القمة التي لم تفسر حتى الآن أجندتها للفصائل يهدد حقيقة الوحدة الوطنية وبالتالي الثوابت الفلسطينية التي لا تحرسها إلا المقاومة

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً