يضل الكثير من الآباء عن الهدف الأساسي من الواجب المدرسي فيفكرون أن على أبنائهم إنجازه بأي شكل لليوم التالي حتى لو قاموا هم بأداء الواجب عنهم لكي لا يذهبوا في اليوم التالي إلى المدرسة ولم ينجزوا ما عليهم من واجبات. .. لكن هل استفاد الطالب من واجبه المدرسي بهذا الشكل؟ ولماذا أعطاه المدرس الواجب ليحله في البيت؟ أليس لكي يختبر الطالب إذا كان قد فهم الدرس أم لا... وتتاح له الفرصة لكي يطبق ما درسه ذلك اليوم... لتطوير مهاراته؟
وطبعا التطبيق أفضل طريقة للوصول إلى هذه المهارات... التي ستدعم قدرته على الحصول على علامات متقدمة... كما أن الواجبات المدرسية تعلم الطالب الالتزام والمسئولية والاستقلالية وتنظيم الوقت على المدى البعيد... وهذه المهارات سيكون لها تأثير كبير على نجاح الطفل في المستقبل... لا في المدرسة فقط وإنما عندما يلتحق بوظيفة وفي حياته اليومية... لكن كيف يمكن للطالب أن يعتمد على نفسه في أداء واجباته المدرسية من دون أن يتدخل والداه أو مدرسوه؟... الواقع أن هذا العمل بحاجة إلى رسائل سلوكية قوية من الآباء إلى أبنائهم مثل "أنا واثق أنك قادر على إنجاز واجبك وحدك أو أنا أثق في مقدرتك على أن تعتمد على نفسك في حل الواجب".
ولنعد إلى مثال فواز الذي أتيت به في الأسبوع السابق... ونسأل أنفسنا... مسئولية من أداء واجبه المدرسي؟ كلنا نعلم أنها مسئوليته هو... وليست مسئولية الأم والأب... لكن التطبيق الذي حدث يؤكد لنا أن الواجب كان وكأنه مسئولية الوالدين... بينما من سيتحمل النتائج يجب أن يكون فواز... وعليه هو أن يتحمل مسئولية واجباته المدرسية وحده بمساعدة من والديه عندما يطلبها ثم يتركانه ليعتمد على نفسه في أداء واجباته. وهذا الأسلوب الذي يتبعه الوالدان لا يعطي الابن الحافز ليطور قدراته ويستقل بنفسه ويتحمل مسئولية أعماله... لأنه يعلم أنه بهذه الطريقة السابقة سيجد من ينقذه ويتحمل المسئولية بدلا منه عندما يهمل.
إذا والدا فواز وقعا في المصيدة... أي أنهما لكي يعوضا اهمال ابنهما قاما بأداء واجبه عنه... وهذا ليس دورهما وإنما دوره وعليه أن يؤديه وحده لكي يحدث التوازن في أداء الواجبات الأسرية وعندما يختل ذلك التوازن... فإن معنى ذلك المزيد من التوتر والإصرار على الابن ليؤدي واجباته المدرسية اليومية أو أنهما سيجعلانه يعتمد عليهما في حلها ولن يجعله ذلك قويا مطمئنا وواثق من قدراته ولن يعود التوازن في علاقات أفراد الأسرة إلا إذا تركا ابنهما يعتمد على نفسه للقيام بواجبه.
قال الخبير للأب "دعنا ننظر عن قرب لمنهجك الذي تسير عليه لتساعد ابنك على أداء واجبه المدرسي".
نظر الأب إلى الخبير بدهشة قائلا "أي منهج تتكلم عنه... لا يوجد لدي منهج".
كان الخبير قد توقع ردة الفعل هذه من الأب.. لأن معظم الآباء الذين يساعدون أبناءهم في أداء واجباتهم المدرسية لا يدركون ما الأدوار التي يقومون بها لأبنائهم ضمن منهج أو نظام معين. قال الخبير للأب "كل والدين لابد أن يكون لهما نظام في كيفية التعامل مع أبنائهم وهم يؤدون واجباتهم المدرسية... لابد أنك لم تؤسسه مع زوجتك بعد أو أنك لا تدركه؟
عند إذ أعطى الخبير الأب ورقة توضح الأدوار غير المتوازنة التي يؤديها الآباء والأبناء والمدرسون في أداء الطلبة لمسئولياتهم في أداء واجباتهم المدرسية ما يسبب التوتر والفوضى العائلية.
وشرح الخبير قائلا إن للثلاثة أطراف وظائف... إذا لم تكن متوازنة فهي كالآتي:
وظائف الآباء:
1- يسأل الآباء أبناءهم عدة مرات في اليوم عما إذا أدوا واجباتهم... أو كانوا يجدون صعوبة في أدائها.
2- يذكرونهم بأداء دروسهم.
3- يسألونهم إذا كانوا اكملوا دروسهم.
4- القيام بزيارات أكثر للمدرسة لإعطاء ابن لهما نسي كتابا له أو واجبا.
5- مساعدة الابن للقيام ببعض واجباته.
6- يحاضر الأب ابنه أو يعاقبه لعدم قيامه بواجبه.
7- الإحساس لدى الآباء بالفشل إذا فشل أبناؤهم.
وظائف الأبناء:
1- يعطى الأبناء أعذار لآبائهم إذا لم يقوموا بواجباتهم بأن واجبهم سرق منهم أوضاع.
2- ينتظر الأبناء إلى آخر الوقت للبدء في أداء الواجب... أحيانا القيام بالبحث في الليلة السابقة لإعطاء البحث على رغم أن المدرس قد طلب منه القيام به من قبل أسبوع.
3- يستمعون للتذكير والمحاضرات التي تلقى عليهم بسبب اهمالهم من آبائهم ومدرسيهم.
4- القيام بأداء الواجب في مكان مليء بالضجيج... على رغم ما يتطلبه الواجب من تركيز شديد.
5- يتظاهر الأبناء أنهم لا يفهمون حتى يساعدهم آباؤهم في أداء واجباتهم.
وإلى الأسبوع المقبل لنوضح وظائف المعلمة السلبية ثم نوضح الصورة الصحيحة في توزيع الأدوار ليتعود الأبناء القيام بواجباتهم بأنفسهم
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 890 - الجمعة 11 فبراير 2005م الموافق 02 محرم 1426هـ