"وحدة بوحدة" هكذا تعاطت الحكومة مع مشروع مكافأة الأداء السنوية "البونس"، إذ أعلنت أمس بأن صرفه مرهون بإقرار المجلس النيابي لمشروع الموازنة العامة للدولة للعامين 2005-. 2006 فيما رهن بدوره رئيس اللجنة المالية في المجلس جهاد بوكمال الانتهاء من دراسة اللجنة للموازنة بمدى تعاون الحكومة معها في توفير الكثير من المعلومات والبيانات التفصيلية التي طلبتها منها بما يؤمن سرعة الانتهاء منها ومن ثم مناقشتها في المجلس تمهيدا إلى إقرارها.
والمشهد هنا قد يشير إلى تقاذف الكرة مرة في الملعب النيابي وأخرى في الملعب الحكومي، فيما يظل المواطنون مجرد جمهور متفرج ينتظر بشغف أن يلمس بيديه ما قد تجود به أيدي الحكومة عليه. والسؤال المطروح هنا هل يستحق "البونس" حربا بهذه الشراسة بين الحكومة والنواب، في حين تترك مشروعات يصفها النواب دوما بالأهم كمشروعي زيادة الرواتب والضمان الاجتماعي، وموضوعات متعلقة بفساد وتجاوزات على الضفة الأخرى.
عموما إن كانت الحكومة تستغل مشاعر المواطن لتتلاعب به في كل مرة عبر وعود "مطاطة"، كما يفعل بعض النواب أو إحدى الكتل التي وكأنها تشارك الحكومة في أمومتها لمولودها "أي البونس" كما وصفه النائب عيسى ابوالفتح، والتي لن تنسى أن "تطبل" لما جرى وكأنها أم الحكومة أو هي أمها التي لا تلبث تساومها وتعقد الصفقات تلو الصفقات معها لتحقيق مآرب ينتفع بها كلا الطرفين. فلا خير في بونس طبخته أم "طبالة" لتطعم به شعبا جائعا، جائع لبونس يأتيه بكرامة لا بـ "حنة ومنة ومساومات"
العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ