أيام معدودة أصبحت تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات العراقية ولم يفوت المتشدد الأردني الأصل أبومصعب الزرقاوي الفرصة إذ أعلن الحرب على العملية الانتخابية ليسقط المزيد من الضحايا العراقيين الأبرياء طبعا.
علمنا ديننا الإسلامي الحنيف وسنة الرسول محمد "ص" كيفية التعامل مع الأسرى الذين دخل بعضهم الإسلام نتيجة لحسن المعاملة التي وجدوها عقب وقوعهم في الأسر خلال الحروب التي خاضها الرسول والصحابة الكرام. كما كان يوصي المصطفى "ص" بأن لا يقطع الجنود الشجر خلال المعارك إلا للضرورة. وتركت لنا السيرة الكثير من الأخلاق الحميدة والمثل التي كانت سببا في انتشار الدين الإسلامي في مختلف أرجاء العالم.
اليوم نسمع ونرى العجب من أفعال الزرقاوي ومن لف لفه في العراق باسم الجهاد وتحرير العراق من الاحتلال البغيض. وفي الآونة الأخيرة انحرف الآمر وأصبح "جهاد" هذه الزمرة ينصب أساسا على أبناء الشعب العراقي من شرطة وجيش وأفراد لا حول لهم ولا قوة إذ يسقط العشرات نتيجة التفجيرات الانتحارية التي لم تستثن حتى المساجد وبيوت الأفراح.
غريب أن يذهب من يرفع شعار الإسلام والجهاد إلى قتل مسلم اعزل سقط في الأسر بل وذبحه على الملأ. لقد فعلها رجال الزرقاوي بدم بارد إذ كمنوا أكثر من مرة لمجندين عزل من السلاح وأخذوهم أسرى ثم قاموا عقب ذلك بإعدامهم رميا بالرصاص كما ذبحوا آخرين يوم عيد الأضحى كالخراف دون مراعاة لأية محرمات.
على من يقومون بهذه الأعمال المستهجنة التي لا يقبلها دين ولا عقل ولا منطق أن يحددوا بوضوح هدفهم وعدوهم حتى لا تختلط الأمور، وعلى هيئة علماء المسلمين في العراق التي تدين من حين لآخر هذه الممارسات أن تحدد موقفها بوضوح من هذه الفئة حتى لا تحسب معهم وتستبين الأمور. فالكل يرفض الاحتلال ويكفي الشعب العراقي أن يواجه عدوا واحدا وليس أعداء كثيرين ومستترين
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 872 - الإثنين 24 يناير 2005م الموافق 13 ذي الحجة 1425هـ