العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ

الله يعيد الحرب الباردة!

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

تثير التحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة أخيرا لروسيا بعدم بيع سورية صواريخ الاسكندر، الاشمئزاز لدى المستضعفين. فقد أصبحت أميركا حقيقة شرطية للعالم... تأمر وتنهى وفقا لرغبتها وحماية ربيبتها "إسرائيل". إذ نفت موسكو سعيها لبيع مثل تلك الصواريخ لدمشق فيما أكدت الأخيرة أن الدولة العبرية وراء الحملة المفبركة.

لماذا إذا التعامل دائما بهذه الطريقة المبتذلة مع سورية وإقحامها في أمور هي بمنأى عنها. لقد مورست الضغوط الأميركية على دمشق في الشأن العراقي في وقت تبدي فيه تعاونا كبيرا. وتم الضغط عليها في الشأن اللبناني وبضرورة سحب جيشها من الأراضي اللبنانية على رغم أن وجوده جاء بناء على رغبة بيروت. واستخدمت الضغوط على هذه الدولة بشأن الفلسطينيين المشردين من بلادهم. وذهب الأمر أبعد من ذلك حينما نفذت "إسرائيل" هجمات في عمق الأراضي السورية على أهداف فلسطينية ولم توجه أميركا أي تحذير لها.

بالأمس القريب عندما كانت هناك حرب باردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لم يصل الابتزاز الأميركي الإسرائيلي إلى هذه الدرجة. وكان العالم في سعة من أمره فإذا ما وجدت دولة ما ظلما تلجأ في الحال إلى الدعم الروسي الذي يأتيها فورا، والعكس صحيح. أما الآن فأين تذهب الدولة المستضعفة بعد تبدد القوة الروسية.لا توجد قوة تنهى أميركا و"إسرائيل" عن ممارسة الابتزاز.

غير أن هناك بصيص أمل في أن يعيد الله الحرب الباردة مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس بالتنافس على السلاح بل بالقوة الاقتصادية التي هي أشد وطأة. وبدأت إرهاصات هذه الحرب بتدهور الاقتصاد الأميركي والإسرائيلي، وازدهاره في دول مثل الصين واليابان والاتحاد الأوروبي وهي دول محبة للسلام والعدل والمساواة ولا تعرف المحاباة والتحيز والاستغلال. ولكن مطلوب من الشعوب المستضعفة أن تتجه شرقا اقتصاديا وسياسيا وان تفعل أكثر المقاطعة والتطبيع لكل ما هو أميركي وإسرائيلي وبالتأكيد ستنتصر قريبا وان طال ليل الظلم والاحتلال

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً