وزارة الإعلام، محط أنظار وانتقادات القاصي والداني، والداخلي "في الوزارة" والخارجي "المتفرج على نتاجها"، حتى بات انتقاد وزارة الإعلام من نافلة القول في أي مجلس، ومادة لأي كاتب لا يجد فكرة مواتية إن كان ملتزما بالكتابة. غالبية عظمى من هذه الانتقادات والشكاوى هي في محلها، فتلفزيون البحرين لم يعد منافسا مهما في خضم المنافسات الفضائية الشرسة، من المستغرب أن يقال أن هناك من سمع "كيت وكيت" في إذاعة البحرين، المسلسلات التي ترعاها الوزارة في تناقص، الكفاءات تتسرب كتسرب الزيت من آلة صدئة، فساد منتشر يهمس به العاملون المخضرمون في الوزارة منذ سنوات ولكن لا أحد يستطيع أن يضع يده على المصدر، وإن وضعت الأيادي فإن العلاج مفقود والبدائل شحيحة... السياحة تعاني من التخبط وتداخل الاختصاصات وإصدار "الفرامانات"، ومبتلاة بمسئولين يتبرأ العفن منهم، وهذا ما اتضح في الآونة الأخيرة، ولا الوزارة تدري إن كانت البحرين بلدا بوليسية أم سياحية، ليبرالية "متأسلمة" أو إسلامية "متلبرنة". وفي هذا الخضم، يبرز السؤال: إعلام عن ماذا؟ فعلى مد العقود الثلاثة لا يتذكر الناس أنهم "علموا" من "الإعلام" شيئا غير الذي يعلمونه قبلها، وربما خيرا من أخبارها الجامدة، ويتساءلون: هل من المجدي أن تحسب على البحرين وزارة تقوم بمهمات إدارات العلاقات العامة في أية وزارة؟ أم أن التلفزيون والإذاعة جهازان تم اختراع وزارة لهما؟
كانت وزارة إعلام، فصارت وزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام، وعادت إعلاما، وأصبحت اليوم إما سابقة وإما لاحقة للشئون الخارجية، أي يظل لها شريك. اليوم "الإعلام" في حقيبة وزير جديد، مثقف وحيوي، وهو محمد عبدالغفار عبدالله، ولكن الأمر لا يتعلق بالوزير غالبا في وزارة ران فيها الفساد والمحسوبيات، ونما فيها الكسل والتشرذم، وتكدست فيها طبقات الشللية والإقصاء والحروب الصغيرة القادحة في الإنتاجية، وزارة كهذه تحتاج صواميلها إلى أكثر من ط04 لتلين وتعود إلى العمل، أو تحال إلى التقاعد
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 862 - الجمعة 14 يناير 2005م الموافق 03 ذي الحجة 1425هـ